نادي السيدة للروم الملكيين الكاثوليك في الناصرة يستضيف المؤرخ جوني منصور
القيامة - بدعوة من نادي السيدة للروم الملكيين الكاثوليك في الناصرة تم تنظيم امسية فكرية - ثقافية - حوارية يوم الاربعاء 5 نوفمبر 2025، حول دور المسيحيين العرب في المشهد الاجتماعي - الثقافي في فترة الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث قدم الباحث الدكتور جوني منصور، محاضرة حول مسيرة الدور المسيحي العربي في الحياة العامة في الوطن فلسطين خلال الفترة المشار إليها وكذلك ما بعدها. افتتح الأمسية ايهاب قردحجي، رئيس النادي وتولى الإعلامي، فهمي فرح إدارة الامسية.
وعرض المحاضر عدة مواضيع: البقاء المسيحي العربي بعد النكبة التي حلت على الشعب الفلسطيني ووقوع الفلسطينيين تحت حكم عسكري اسرائيلي، وتحول باقي الشعب الفلسطيني إلى لاجئين ومهجرين ومشردين. وبين أن سياسات حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ النكبة وتكوين دولة اسرائيل هي هي تجاه الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه. ثم موضوع الهوية والمواطنة. وهنا بين الاشكالية التي وقع فيها كثيرون من المسيحيين بفعل نشر سياسات التفكيك التي تتبناها حكومة اسرائيل، أي تفكيك المجتمع الفلسطيني إلى طوائف وجماعات سكانية متناثرة، في حين أن التحدي الاكبر الماثل أمام المسيحيين العرب في ألا يستجيبوا إلى دعوات الطائفية والتفكيك، بل السعي المستمر من أجل بناء وتطوير هوية قومية - وطنية عربية وفلسطينية، لكونها الضامن الوحيد للبقاء والاستمرارية. والتحدي الاكبر الذي يواجهه المسيحيون العرب هنا في الداخل هو ما له علاقة بالهجرة. هذا النزيف المفتوح منذ عقود يقضُّ مضجعهم يوميا. وخصوصا في ظل الازمات والتوترات المستمرة في الوطن وخارجه، فهنا، نجد أن مئات العائلات قد هاجرت إلى قبرص واليونان والغرب. هذه الهجرة إن استمرت بهذا الشكل المتزايد والحجم ستؤدي إلى تراجع في أعداد المسيحيين العرب في الوطن وخارجه، إذ أن الوضع ليس اقل خطورة في لبنان وسوريا والعراق ومصر جراء الازمات التي عاشتها وتعيشها تلك البلدان.


ودار نقاش وحوار جدي ورصين بين الحضور حول هذه القضايا المصيرية والتي تشكل خطوة جيدة لتدارس السبل في الحد من الهجرة وتعزيز وعي البقاء والعيش في الوطن، وأكثر من ذلك نشر وعي ومعرفة أن المسيحيين العرب هم عرب منذ فجر وجودهم، وأن حياتهم مرتبطة ومتجذرة مع مكونات هذا الوطن وهذه المنطقة الاصلانيين، وأنهم ليسوا حالة طارئة ومؤقتة. عندما ينتشر هذا الشعور، وتسود القناعة بالانتماء القومي والوطني فإن العلاقة مع الارض ومع سائر مكونات الوطن تكون واضحة وقوية جدا.









