قبول يسوع دعوة الفريسي إلى الطعام - لوقا ١١: ٣٧- ٤١
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٣٧وبَينَما هو يَقولُ ذٰلك، دَعاه أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الغَداءِ عِندَهُ. فدَخَلَ بَيتَه وجلَسَ لِلطَّعام. ٣٨ورَأَى الفِرِّيسِيُّ ذٰلك فعَجِبَ مِن أَنَّه لَم يَغتَسِلْ أَوَّلًا قَبلَ الغَداء. ٣٩فقالَ لَه الرَّبّ: «أَيُّها الفِرِّيسِيُّون، أَنتُمُ الآن تُطَهِّرونَ ظاهِرَ الكَأسِ والصَّحفَة، وباطِنُكم مُمتَلِئٌ نَهْبًا وخُبْثًا. ٤٠أَيُّها الأَغبِياء، أَلَيسَ الَّذي صَنَعَ الظَّاهِرَ قد صَنَعَ الباطِنَ أَيضًا؟ ٤١فتَصَدَّقوا بِما فيهِما، يَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِرًا."
الحرب. السنة الثانية – يوم ٩
"يا رَبِّ طُرُقَكَ عَرِّفْني، وسُبُلَكَ علِّمْني. إِلى حَقِّكَ اهدِني وعَلِّمْني، فإِنَّكَ أَنتَ إِلٰهُ خَلاصي، وإِيَّاكَ رَجَوتُ النَّهارَ كُلَّه" (مزمور ٢٥: ٤-٥).
ارحمنا، يا رب. نحن دائمًا أمامك، ومعك، واثقين بك. الحياة صعبة، قاسية. لكنك أنت أبونا، محِبُّنا، قريب منا. شكرًا، أبانا، لحبك، ورحمتك، وعنايتك وسهرك علينا. الناس فقدوا بصرهم وبصيرتهم. الناس في ظلام. الأقوياء والكبار يظنون أنهم غالبون. ولكنهم خاسرون. لأنه أي ربح في أن يصير الإنسان قاتلًا، وفي أن يكون معذِّبًا لغيره؟ "يا رَبِّ طُرُقَكَ عَرِّفْني، وسُبُلَكَ علِّمْني. إِلى حَقِّكَ اهدِني وعَلِّمْني، فإِنَّكَ أَنتَ إِلٰهُ خَلاصي، وإِيَّاكَ رَجَوتُ النَّهارَ كُلَّه". ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
"وبَينَما هو يَقولُ ذٰلك، دَعاه أَحَدُ الفِرِّيسيِّينَ إِلى الغَداءِ عِندَهُ. فدَخَلَ بَيتَه وجلَسَ لِلطَّعام. ورَأَى الفِرِّيسِيُّ ذٰلك فعَجِبَ مِن أَنَّه لَم يَغتَسِلْ أَوَّلًا قَبلَ الغَداء. فقالَ لَه الرَّبّ: «أَيُّها الفِرِّيسِيُّون، أَنتُمُ الآن تُطَهِّرونَ ظاهِرَ الكَأسِ والصَّحفَة، وباطِنُكم مُمتَلِئٌ نَهْبًا وخُبْثًا" (٣٧-٣٩).
قبل يسوع دعوة الفريسي إلى الطعام. مع أنه من خصوم يسوع. لكن، في نظر يسوع وفي قلبه لا أحد خصم. هو مخلص الجميع. قبِلَ الدعوة، وأكل مع الفريسيين كما أكل مع العشارين والخطأة. ففي قلبه لا أحد عدو. كذلك في قلب كل مؤمن، لا أحد عدو. كلنا أبناء الله وبناته. هذه هي رؤيتنا للناس، بالرغم من كل شرور الأرض، بالرغم من كل حروب الأقوياء. الجميع مدعُوُّون إلى الخلاص.
في قلب يسوع، لا أحد عدو. ولنا أيضًا تلاميذ يسوع، لا أحد عدُوّ. قد يكون الأمر صعبًا. لكن، بمثل حب الله نحِبّ. كلنا أبناء الله. كلنا مدعوون لأن نكون إخوة واخوات.
قبل يسوع الدعوة، وأكل ما قُدِّم للجميع. لكنه لم يغسل يديه قبل الأكل بحسب ما تأمر الشريعة. ولاحظ ذلك الذي دعاه، وقال له ذلك. فكانت فرصة ليسوع لكي يعلِّم، ويعظ بملكوت الله الجديد، حيث لا شيء نجس، لأن كل شيء عطية من الله. النجس هو الأفكار النجسة في قلب الإنسان، وفي إساءته لإخوته.
يسوع مدعُوٌّ مثل المدعُوِّين، لكنه لا يتوقف عن التعليم ويعلِّم بكلام صريح وقاسٍ أحيانًا كما في هذه المرة. الذي دعاه طرح السؤال ويسوع أجابه بما يقتضي السؤال. قول الحقيقة صعب. لنا أيضًا في أوضاع الحرب الصعبة التي نعيشها. نحن أبناء الحقيقية في كل ظرف، مهما كانت الأوضاع، ولو كانت الحقيقة مزعجة أو جارحة. يجب شفاء القريب بقول الحقيقة.
يسوع يقول الحقيقة ويعلِّم تعليمًا جديدًا. من الآن فصاعدًا ليست الأيدي المغسولة التي تخلِّص النفس بل الحقيقة والقلب الطاهر، والعطاء للقريب. قال يسوع: " أَنتُمُ الآن تُطَهِّرونَ ظاهِرَ الكَأسِ والصَّحفَة، وباطِنُكم مُمتَلِئٌ نَهْبًا وخُبْثًا". لكن "تَصَدَّقوا بِما فيهِما، يَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِرًا" (٤١).
بدل غسل الأيدي، أشرك غيرك في خبزك اليومي، تصدّق، وأعط إخوتك أكثر من الصدقة، أشركهم في خبزك، فكّر في كل المحتاجين، وأحبب الله في كل خلائقه.
ربي يسوع المسيح، أعطني أن أراك في كل خلائقك، في كل إخوتي وأخواتي، أعطني أن أعطيهم أكثر من صدقة، أن أشركهم في خبزي اليومي الذي تعطيني إياه. آمين.
الثلاثاء ١٥/١٠/ ٢٠٢٤ بعد الأحد ٢٨ من السنة/ب







