الملائكة في الكتاب المقدس هم رسل الله - يوحنا ١: ٤٧-٥١

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٤٧ورأَى يسوعُ نَتَنائيلَ آتِيًا نَحوَه فقالَ فيه: «هُوَذا إِسرائيليٌّ خالِصٌ لا غِشَّ فيه». ٤٨فقالَ له نَتَنائيل: «مِن أَينَ تَعرِفُني؟» أَجابَه يسوع: «قبلَ أَن يَدعُوَكَ فيلِبُّس وأَنتَ تَحتَ التِّينَة، رأَيتُك». ٤٩أَجابَه نَتَنائيل: «رابِّي، أَنتَ ابنُ الله، أَنتَ مَلِكُ إِسرائيل». ٥٠أَجابَه يسوع: «أَلِأَنِّي قُلتُ لَكَ إِنِّي رأَيتُكَ تَحتَ التِّينَةِ آمَنتَ؟ ستَرى أَعظَمَ مِن هٰذا». ٥١وقالَ له: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان».

الملائكة في الكتاب المقدس هم رسل الله - يوحنا ١: ٤٧-٥١

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣١٧– (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ...

"هَبْ لَنا نُصرَةً على المُضايِق، فالخَلاصُ مِنَ الإِنسانِ عَدَم" (مزمور ١٠٨: ١٣). ارحمنا، يا رب. ""هَبْ لَنا نُصرَةً على المُضايِق، ... فالإِنسانِ عَدَم". الإنسان عدم، لكنه خطيئة، وحرب، ويقتل أخاه، وقرر أن يبيد غزة من الوجود. ربي، آنت الذي تمنح الوجود، والحياة. أنت وضعت من صلاحك صلاحًا في كل إنسان، لكن الناس ابتعدوا عنك، وصنعوا الحروب. في غزة، يا رب، "الكبار" في هذه الأرض، عدم، لكنهم ظالمون، وقاتلون. أرجعهم، يا رب، إلى الصلاح الذي منحتهم إياه في البدء. أرجع الحياة، يا رب، إلى كل غزة. تعال، يا رب، تفقد غزة، ونجها من الأرواح الشريرة فيها. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

اليوم عيد الملائكة. والإنجيل الذي تقدمه الكنيسة لتأملنا يروي لنا دعوة نتنائيل وأول لقاء له مع يسوع. ويسوع كلَّم نتنائيل عن الملائكة، قال له: " ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان» (٥١). يسوع يقول له: أنت تراني الآن، ستعرف من أنا، ستعرف الآب الذي أرسلني. ستعرف واقعًا آخر غير الأرض، ستعرف السماء، وملائكة الله.

الملائكة في الكتاب المقدس هم رسل الله. الملاك جبرائيل بشَّر مريم العذراء بسِرّ التجسد العظيم. وملاك ظهر ليوسف في الحلم ليطمئنه ويُعلِمَه بمشيئة الله، بولادة الطفل يسوع من مريم البتول... والملائكة في بيت لحم بشَّروا الرعاة والعالم بولادة يسوع مخلص العالم.... وعند القبر الفارغ وقف ملاكان يبشران بالقيامة...

الملائكة هم رسل الله إلينا، في تاريخ خلاصنا. يرافقوننا في دروبنا في هذه الأرض. يذكروننا أننا لسنا وحدنا، وأن الله أبانا هو دائمًا معنا. لكل واحد ملاكه الحارس، يرافقه. كل واحد يواجه حياة مليئة بالصعاب، وبالأفراح والأحزان، والحروب والسلام، والخطيئة، وصراعًا مع الشر، في نفسه، والشر الذي يأتيه من إخوته... الله يحبنا دائمًا، ولو كنّا دائمًا في المعركة وفي المحن. لسنا وحدنا. الله معنا. يسوع المسيح ابن الله الحي، الذي مات وقام من بين الأموات، معنا. روح يسوع معنا. والملائة يرافقوننا، ويحرسوننا، ويؤيدوننا في كل معاركنا.

لست وحدي، لسنا وحدنا، في أرضنا هذه المقدسة، وأرض الحرب والموت. لسنا وحدنا. هذا ما يقوله لنا واقع الملائكة، رسل الله. إنهم علامة، إنهم حضور واقع آخر غير الأرض. الأرض ليست وحدها في الوجود، الحرب ليست وحدها في الوجود. السماء توجد، والله أبونا وحبه لنا يوجد.

ليس زمننا وحده موجودًا، زمن المعركة والموت... زمن الله أيضًا موجود، زمن الحياة الوافرة التي يمنحنا إياها الله، زمن الروح القدس الذي يضيء لنا، ويهدينا، في ارضنا أرض الموت والخطيئة. وزمننا موجود، زمن الشر، وزمن الله، زمن قداسة الله وحبه، وجهودنا للبقاء في قداسة الله وحبه... وزمن الملائكة في زمن الله. أرواح لا نراها، لكنها ترافق أفراحنا وأحزاننا ومعاركنا.

" ستَرونَ السَّماءَ مُنفَتِحَة، وملائِكَةَ اللهِ صاعِدينَ نازِلينَ فَوقَ ابنِ الإِنْسان» (٥١).

ربي يسوع المسيح، أعطني دائمًا القدرة لأن أراك، مع بقائي في معركة هذه الأرض. أن أحيا معك، نورًا لي ولإخوتي. آمين.

الاثنين ٢٩/٩/٢٠٢٥                         الأحد ٢٦ من السنة/ج