إِنَّ لِأَمثالِ هٰؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات - متى ١٩: ١٣-١٥

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٧٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على المدن والقرى والمخيمات). والمستوطنون ما زالوا يقتلون ويفسدون، من غير عقاب ... "أَيُّها السَّيِّدُ إِلٰهي بِكُلِّ قَلْبي أَحمَدُكَ، ولِلأَبَدِ أُمَجِّدُ اسمَكَ" (مزمور ٨٦: ١٢). ارحمنا، يا رب. " بِكُلِّ قَلْبي أَحمَدُكَ، ولِلأَبَدِ أُمَجِّدُ اسمَكَ"، ونشكرك على كل إحساناتك. لكن، يا رب، اسمع صراخنا، اسمع دموعنا، انظر إلى أطفالنا يموتون جوعًا بين أيدينا. ما زلنا في غزة في الموت، يا رب. أنت أبونا، ولا أحد غيرك يقدر أن يخلِّصنا. لقد هلكنا. موتى جياع مرضى مشرَّدون...ربنا أبانا انظر إلينا، نجِّنا من الشرير، أعِدْنا إلى صلاحك. قل كلمة وبدِّدْ ظلمات الموت في غزة. ارحمنا، يا رب.

إِنَّ لِأَمثالِ هٰؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات - متى ١٩: ١٣-١٥

إنجيل اليوم

"وأَتَوه بِأَطفالٍ لِيَضَعَ يَدَيهِ علَيهِم ويُصلِّي، فَانتَهَرهُمُ التَّلاميذ. فقالَ يسوع: «دَعوا الأَطفال، لا تَمنَعوهم أَن يَأتوا إِليَّ، فإِنَّ لِأَمثالِ هٰؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات». ثُمَّ وَضَعَ يدَيهِ عَليهِم ومَضى في طريقِه".

الأطفال، الصغار، الأقرب من الله الآب. باركهم يسوع، وضع يديه عليهم. كما وضع يديه على تلاميذه ومنحهم سلطاته، وضع يديه على الصغار وباركهم. ثبَّتهم في صلاح الأطفال، في الصلاح الذي يحتاج إليه الكبار..

صلاح الصغار، الإنسانية بحاجة إليه، التي صارت أكبر من ذاتها وعميت عن رؤية ربها وخالقها.

وضع يسوع يديه عليهم وصلَّى، ليحفظهم في براءتهم. ونحن نصَلِّي مع الصغار، ونحفظهم في بركة الله. الصغار لنجعلهم صلاة شفاعة للبشرية.

2 / 4

الكبار الذين يعرفون أنفسهم "خليقة"، يصيرون صغارًا، ويحيون مثل الصغار، أعني كما صنعهم الله وبما أعطاهم الله. مثل الصغار، لم نبتعد بعد عن الآب. في نور الآب، وفي فرحه وفي الحياة مع أبينا الذي في السماء.

" إِنَّ لِأَمثالِ هٰؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات». نصير صغارًا مثل الأطفال الذين يبقون في البيت مع أبيهم، ويحيون معه، ويسألون أباهم فينالون.

وفي سلام الآب على هذه الأرض حيث بارك يسوع الصغار. الصغار اليوم في هذه الأرض يرون الموت، ويرون بيت الأهل مدمَّرًا، ويرون الأب أو أحد الإخوة يُوقَف ويُقاد إلى السجن... الصغار اليوم يكبرون في خطيئة هذه الأرض، في خطيئة "كبار" هذه الأرض.

لهذا نحتاج أن نكون صغارًا، وفي صلاح الصغار، في صلاح أبينا الذي في السماء. نعترف بأنفسنا صغارًا لنحافظ على صلاح صغارنا.

مسؤولية تنشئة الصغار وحمايتهم من الشر، وحفظهم بين يدي الله الآب، في نوره وحبه. الأهل مسؤولون. في ثقل الحياة اليومية، وفي ثقل الحرب كل يوم، يُحفَظُ الصغار في حضرة الله. معهم يصلُّون. معهم راكعين أمام الله الآب. والكل معًا في نور الآب.

نعطي الصغار خبز كل يوم ونور كل يوم، وحضور الآب كل يوم. ونجعل من أطفالنا شفعاء للبيت، وللسلام، وبشفاعتهم تبقى الإنسانية قادرة على أن ترى الله.

الأهل مسؤولون. وكاهن الرعية مسؤول. تكوين الصغار في الرعية ليصَلُّوا، ليكونوا شفعاء الرعية، والقرية أو المدينة كلها، وللبلد كله في الحرب. نحافظ على الصغار في صلاح الله، لنفيض الصلاح حيثما تقدم الموت.

"إِنَّ لِأَمثالِ هٰؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات». الصغار يدخلون ملكوت الله. الصغار يبقون في البيت، فيرون الأب والأم. نهتم بالصغار لنجعل هذه الأرض بيتًا لله يعيش فيه "صغار" مع الله أبيهم، فيرونه ويسمعونه ويصَلُّون إليه.

ربي يسوع المسيح، أعطني أن أبقى صغيرا في بيتك، دائمًا معك، أراك، وأسمعك، وأحيا معك، وأجعل أرضك بيتًا لك وللناس، "والكبار" فيه يصيرون صغارًا فيقدرون أن يلتقوا معك. آمين.

السبت ١٦/٨/٢٠٢٥                                الأحد ١٩ من السنة/ج