في يوم سبت، مرة أخرى - لوقا ١٤: ١-٦

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

ودَخَلَ يَومَ السَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام، وكانوا يُراقِبونَه. ٢وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه استِسْقاء. ٣فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: «أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟» ٤فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَهُ وصَرَفَه. ٥ثُمَّ قالَ لَهم: «مَن مِنكُم يَقَعُ ابنُه أَو ثَورُه في بِئرٍ فلا يُخرِجُه مِنها لِوَقتِه يَومَ السَّبت؟» ٦فلَم يَجِدوا جَوابًا عن ذٰلك.

في يوم سبت، مرة أخرى - لوقا ١٤: ١-٦

زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟

"تَرَقُّبُ نَفْسي لِلرَّبِّ، أَشَدُّ مِن تَرَقُّبِ الرُّقَباءِ لِلصُّبْح" (مزمور ١٢٩: ٦). ارحمنا، يا رب. إنَّنا ننتظرك. ننتظر النور والرحمة في غزة وفي القدس وفي كل بيوتنا... الظالمون، يا رب، يزدادون ظلمًا، وشر الناس يزداد. هنا، في القدس، يا رب، أنت فدَيْتَنا، وغفَرْت لنا، ومنحتنا الحياة الوافرة.... يا رب، بالحرب في غزة وهنا الناس يدمرون ما صنَعْتَ أنت، وما أعطَيْتَنا. أوقف شرهم، يا رب. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم.

"ودَخَلَ يَومَ السَّبتِ بَيتَ أَحَدِ رُؤَساءِ الفِرِّيسِيِّينَ لِيَتَناوَلَ الطَّعام، وكانوا يُراقِبونَه. وإِذا أَمامَه رَجُلٌ بِه استِسْقاء. فقالَ يَسوعُ لِعُلَماءِ الشَّريعَةِ ولِلفِرِّيسيِّين: «أَيَحِلُّ الشِّفاءُ في السَّبتِ أَم لا؟» فلَم يُجيبوا بِشَيء. فأَخَذَ بِيَدِه وأَبرأَهُ وصَرَفَه. ثُمَّ قالَ لَهم: «مَن مِنكُم يَقَعُ ابنُه أَو ثَورُه في بِئرٍ فلا يُخرِجُه مِنها لِوَقتِه يَومَ السَّبت؟» فلَم يَجِدوا جَوابًا عن ذٰلك" (١-٦).

في يوم سبت، مرة أخرى. في اليوم المخصص لله، لسماع كلمته. ولعمل الخير، ولمحبة الله والقريب. يسوع يشفي مريضًا. كالمعتاد، "كبارٌ" في هذا العالم، ورؤساء، لم يروا حب الله. رأوا مخالفة حرف الشريعة.

أين أنا من حب الله الذي يظهر في إخوتي؟ أين أنا من رؤية البشرية التي تحتاج إلى الله لتجد الشفاء؟ أنا أيضًا، يسوع أرسلني لأشفي. أنا الذي لا أقدر أن أعمل شيئًا. شفاء البشرية، والحروب؟ والجهل؟ ارحمنا، يا رب. أنت الذي تعمل دائمًا، أنت الذي تشفي، أعطني أن أشفي إخوتي معك، وبقوتك. أنا صغير، وضعيف، ولا أقدر. أعطني أن أحِبّ، بمثل حبك الذي يعطي فقط، ولا يأخذ، طهِّرْني من كل المعَوِّقات التي تمنعني من رؤيتك ورؤية إخوتي. أعطني أن أراهم، أن أرى أوجاعهم، أن أحيا معهم في شدائدهم، وأن أكون أخًا دائمًا لجميعهم.

ونعود دائمًا إلى فحص الضمير نفسه. كل أعمالي الخارجية، كل صلواتي، كل تلاواتي، كل احتفالاتي، كل صيامي، كل شيء فيَّ هل هو ممتلئ بالله؟ وبمحبة الله ومحبة إخوتي وأخواتي؟ أم هو محافظة على الشريعة، وعادة ورتابة أيام؟

حياتي، ليست لي. حياتي عطية من الله. وعليَّ أن أجعلها أنا أيضًا عطية لإخوتي. للجميع. مسؤول عن الجميع. ربي، كما تسهر عليَّ، أنت أبي، أنت تريد أن أسهر على إخوتي وأخواتي، في شدائدهم، وهمومهم، وفي شرور هذه الأرض.

إلهي، أبي، على صورتك خلقتني، وبمثل حبِّك تريدني أن أحِبّ، وأن أعطي، فقط. ربي يسوع المسيح، قبلْتَ الموت على الصليب، وتريد أن أكون مثلك، أن أعطي حياتي لك ولإخوتي. ربي يسوع المسيح، أنت بذلت نفسك من أجلنا جميعًا، أعطني أن أبذل نفسي في سبيل إخوتي. امكث معي، يا رب، أعطني أن أحيا بحياتك، وأن أهتم بإخوتي وأخواتي، وأن أمنح نورك وحبك للجميع. آمين.

الجمعة ٣١ /١٠/٢٠٢٥                      الأحد ٣٠ من السنة/ج