كان يطرد شيطانًا أخرس - لوقا ١١: ١٤-٢٦
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا
يا رب، في أرضنا، في أرضك، كان في زمنك شياطين حرَّرْتَ الناس منهم. اليوم، يا رب، يوجد شيطان الحرب، وشيطان الظلم. الأرض، يا رب، والجموع، تتوسل إليك، حَرِّرْنا من شيطان الحرب والظلم اليوم. أعد الحرية، والعدل، والكرامة لكل إنسان، في هذه الأرض.
١٤. وكان يطرد شيطانًا أخرس. فلما خرج الشيطان تكلَّم الأخرس فأُعجِبَ الجموع.
١٥. على أن أناسًا منهم قالوا: إنه ببعل زبول سيد الشياطين يطرد الشياطين.
١٦. وطلب منه آخرون آية من السماء ليُحرِجوه.
١٧. فعرف قصدهم فقال لهم: كل مملكة تنقسم على نفسها تَخرَبُ وتنهار بيوتها بعضها على بعض.
١٨. وإذا انقسم الشيطان أيضًا على نفسه فكيف تثبت مملكته؟ فإنكم تقولون إني ببعل زبول أطرد الشياطين.
١٩. فإن كنت أنا ببعل زبول أطرد الشياطين، فبمن يطردهم أبناؤكم؟ لذلك هم الذين سيحكمون عليكم.
٢٠. وأما إذا كنت بإصبع الله أطرد الشياطين، فقد وافاكم ملكوت الله.
٢١. إذا كان القويُّ المتسلِّح يحرس داره فإن أمواله في أمان.
٢٢. ولكن إذا فاجأه من هو أقوى منه وغلبه، ينتزع ما كان يعتمد عليه من سلاح، ويوزع أسلابه.
٢٣. من لم يكن معي كان عليَّ، ومن لم يجمع معي كان مبدِّدًا.
٢٤. إن الروح النجس، إذا خرج من الإنسان، هام في القفار يطلب الراحة فلا يجدها فيقول: أرجع إلى بيتي الذي منه خرجت.
٢٥. فيأتي فيجده مكنوسًا مزيَّنًا.
٢٦. فيذهب ويستصحب سبعة أرواح أخبث منه، فيدخلون ويقيمون فيه، فتكون حالة ذلك الإنسان الأخيرة أسوأ من حالته الأولى.
أبانا الذي في السماوات، ما زلنا في ويلات الحرب. أنت خلَقْتَ الإنسان على صورتك قادرًا أن يُحِبَّ مثلك. وها هو يصنع الحرب. يقتل ويدمِّر بلا شفقة ولا رحمة. انتقام وردٌّ على العنف بالعنف، وإعادة الخصم إلى الفناء. أبتِ، نحن بعيدون عن حبِّك. أنت أبونا جميعًا. تطلَّعْ من السماء وارحَمْ. وتحنَّنْ. بدِّلْ القلوب والأذهان. ليعودوا كلهم إلى ما هو عدل أمامك. لا يبقَ مظلومون ولا ظالمون. أعطِ الجميع أن يسيروا في طرقك، حتى يتمكَّنوا من الوصول إلى السلام العادل والنهائي، فتستريح الأرض، الأرض التي قدَّسْتَها. اجعَلْها تعود إلى قداستها. ليَعُدْ الناس إلى كرامتهم الإنسانية، ليَكُنْ الإنسان إنسانًا قادرًا على المحبة والبناء. ويكفَّ عن القتل والتدمير. أبانا الذي في السماوات، تطلَّعْ من السماء وارحَمْ وتحنَّنْ.
"وَكَانَ يَطرُدُ شَيطَانًا أَخرَسَ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّيطَانُ تَكَلَّمَ الأَخرَسُ، فَأُعجِبَ الجُمُوعُ" (١٤).
يا رب، في أرضنا، في أرضك، كان في زمنك شياطين حرَّرْتَ الناس منهم. اليوم، يا رب، يوجد شيطان الحرب، وشيطان الظلم. الأرض، يا رب، والجموع، تتوسل إليك، حَرِّرْنا من شيطان الحرب والظلم اليوم. أعد الحرية، والعدل، والكرامة لكل إنسان، في هذه الأرض.

في زمنك، أخرجت "َشيطَانًا أَخرَسَ". اليوم يوجد شيطان يجعل البعض خُرْسًا، وعميانًا، ولا سيما بين الكبار وصانعي القرار، وهذا هو سبب الحرب في أرضك اليوم. الحرب كلها شر، مهما كانت أسبابها. لكن، يا رب، اشف "الخُرْسَ" الذين يمكنهم أن يعيدوا السلام لو تكلَّموا، لو رأوا رؤية عادلة. اللهم حرِّرْ الأقوياء والضعفاء معًا.
"عَلَى أنَّ أُنَاسًا مِنهُم قَالُوا: إنَّهُ بِبَعلَ زَبُول سَيِّدِ الشَّيَاطِينِ يَطرُدُ الشَّيَاطِينَ" (١٥). في زمنك، يا رب، رفض الناس أن يروا حقيقة ما تقول لهم وما تعطيهم، رفضوا أن يروا شفاء البشرية الذي أتيت به. الحال اليوم نفسها. رفضٌ لرؤية الحقيقة، أن كل الناس، وكل الشعوب، متساوون، خلَقْتَهم أنت متساوين. يا ربّ، اشفِ، ثبِّتْ كل واحد في كرامته البشرية، في مقدرته على أن يراك، ويرى إخوته، وفي مقدرته على أن يحب.
"وَطَلَبَ مِنهُ آخَرُونَ آيَةً مِنَ السَّماء ليُحرِجُوهُ" (١٦).
رأوا الآيات التي صنعها، إخراج الشياطين، وشفاء المرضى، وغير ذلك. ومع ذلك يطلبون أيضًا آية. رأوا الآيات ولم يروا. وأية آية جديدة يصنعها يسوع لن يروها. لأنهم فقدوا مقدرتهم على الرؤية. وفي الواقع، بعد كل الآيات التي صنعها يسوع، أعطاهم الآية الكبرى، آية موته وقيامته. وكما لم يروا في السابق. رأوا الآن أيضًا ولم يؤمنوا.
"مَن لَم يَكُنْ مَعِي كَانَ عَلَيَّ، وَمَن لَم يَجمَعْ مَعِي كَانَ مُبَدِّدًا" (٢٣). من ليس مع المسيح، من لا يريد أن يؤمن، فهو ضد المسيح. ويصبح غير قادر على البصر، غير قادر على قبول هبات الله. ضد يسوع، ضد الله سبحانه، ضد نفسه، لأن الإنسان من دون الله أبيه، يفقد كل مقدرة ليسمع ويرى ويُحِبّ. فماذا يبقى فيه؟
ربي يسوع المسيح، لا تسمح بأن نصل إلى هذا الحد، أن نكون ضدك، لا نرى ولا نسمع، عاجزين عن كل خير. ارحمنا، يا رب، واحفظنا في حبك، واحفظ فينا المقدرة لأن نحب، ونصنع الخير. آمين.
الجمعة ١٣/١٠/ ٢٠٢٣ الأحد ٢٧ من السنة/أ







