عيد سيدتنا مريم العذراء سيدة فلسطين - لوقا ١: ٤١-٥٦
٤١فلَمَّا سَمِعَت أَليصاباتُ سَلامَ مَريَم، اِرتَكَضَ الجَنينُ في بَطنِها، وَامتَلأَت مِنَ الرُّوحِ القُدُس، ٤٢فَهَتَفَت بِأَعلى صَوتِها: «مُبارَكَةٌ أَنتِ في النِّساء! وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطنِكِ! ٤٣مِن أَينَ لي أَن تَأتِيَني أُمُّ رَبِّي؟ ٤٤فما إِن وَقَعَ صَوتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ حتَّى ارتَكَضَ الجَنينُ ابتِهاجًا في بَطْني. ٤٥فَطوبى لِمَن آمَنَت: فسَيَتِمُّ ما بَلَغها مِن عِندِ الرَّبّ. ٤٦فقالَت مَريَم: تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي ٤٧وتَبْتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي ٤٨لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال ٤٩لِأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه ٥٠ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَه. ٥١كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ المُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. ٥٢حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورَفَعَ الوُضَعاء. ٥٣أَشبَعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صَرَفَهم فارِغين. ٥٤نَصَرَ عَبدَه إِسرائيل، ذاكِرًا، كما قالَ لِآبائِنا ٥٥رَحمَتَه لإِبراهيمَ ونَسْلِه لِلأَبد. ٥٦وأَقامَت مَريمُ عِندَ أَليصاباتَ نَحوَ ثَلاثَةِ أَشهُر، ثُمَّ عادَت إِلى بَيتِها.
زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟
"أَرفَعُ عَينَيَّ إِلى الجِبال، مِن أَينَ تأتي نُصرَتي؟ نُصرَتي مِن عِندِ الرَّبِّ، صانِعِ السَّمٰواتِ والأَرض" (مزمور ١٢١: ١-٢). ارحمنا، يا رب. أيتها الأم البتول، سيدة فلسطين وكل الأرض المقدسة، في عيدك اليوم، أعطينا السلام. لجميع المعذبين في الأرض، لأبناء شعبك اليهودي، وللشعب الفلسطيني، ولكل شعوب الأرض، كلهم صاروا أبناءك على الجلجلة، كلهم ولدوا الولادة الجديدة على صليب يسوع ابنك. يا مريم البتول، أم الله وأمنا، أعطي السلام لغزة وللجميع. املإي كل القلوب بنورك وحبك. ارحمينا، أمَّنا.

إنجيل اليوم
"تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبْتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لِأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه، ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَه. كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ المُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورَفَعَ الوُضَعاء. أَشبَعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صَرَفَهم فارِغين".
اليوم عيد سيدتنا مريم العذراء سيدة فلسطين، وكل الأرض المقدسة وكل سكانها. في هذا العيد نتأمل في مجد سيدتنا مريم العذراء، المرأة الملتحفة بالنور، التي اختارها الله بين جميع نساء العالمين، الممتلئة نعمة، الممتلئة بفرح الله الذي يريد أن يخلِّص البشرية كلها ويملأها بحياته وفرحه.
ونتأمل في عطشنا إلى السلام في أرض فلسطين وفي سيدتنا مريم العذراء سيدة السلام.
مريم، شابة من الناصرة، سافرت، وحدها؟ من الناصرة، في الجبال والوديان، بين حقول الزيتون والكروم، الطبيعة تستقبلها في سلامها، ولا شيء فيها يشير إلى الاحتلال الروماني. لا شيء يشير إلى حضور جيوش ظالمة طول الطريق، في جمال طبيعة الله من الناصرة وحتى عين كارم، في جوار القدس. الطبيعة كلها ترحِّب وتنشد فرح مريم وفرح الروح الذي كانت تحمله، وقدست به قريبتها أليصابات.
وحدها في هذه الرحلة الطويلة، وتقاليدهم في ذلك الزمن مثل تقاليدنا اليوم... شابة تسافر وحدها وتجتاز الجبال والأودية وحدها؟ لكن مريم تشير إلى عالم جديد، إلى واقع آخر. الله نزل على الأرض. مريم البتول تحمله في أحشائها وهي تجتاز جمال الطبيعة والجبال والأودية... ثم وصلت إلى عين كارم، وحيَّت قريبتها أليصابات، هي أيضًا المرأة التي اختارها الله لتكون في تدبيره الأزلي لخلاص البشرية.
سلمت مريم على أليصابات، فامتلأت أليصابات من الروح القدس. في عالم الله، الأرض هي لله، ولحبه وقداسته، لم تعد أرض خطيئة الناس. أنشدت مريم وسبحت الله الذي رفعها: "تُعَظِّمُ الرَّبَّ نَفْسي وتَبْتَهِجُ روحي بِاللهِ مُخَلِّصي لأَنَّه نَظَرَ إِلى أَمَتِه الوَضيعة. سَوفَ تُهَنِّئُني بَعدَ اليَومِ جَميعُ الأَجيال لِأَنَّ القَديرَ صَنَعَ إِلَيَّ أُمورًا عَظيمة: قُدُّوسٌ اسمُه، ورَحمَتُه مِن جيلٍ إِلى جيلٍ لِلَّذينَ يَتَّقونَه. كَشَفَ عَن شِدَّةِ ساعِدِه فشَتَّتَ المُتَكَبِّرينَ في قُلوبِهم. حَطَّ الأَقوِياءَ عنِ العُروش ورَفَعَ الوُضَعاء. أَشبَعَ الجِياعَ مِنَ الخَيرات والأَغنِياءُ صَرَفَهم فارِغين".
الأرض من الآن فصاعدًا لله، وليست لخطيئة البشر.
أيتها البتول مريم، انظري إلى هذه الأرض، ما زالت خطيئة الناس فيها، ما زالت أرض خطيئة وحرب ووحشية الإنسان... انظري إلى غزة وكل الأرض... المقتدرون الظالمون ما زالوا على عروشهم. يا مريم البتول، قدسي هذه الأرض، اشفيها، املإي سكانها، كلهم، بسلام الله. نتضرع إليك، يا مريم البتول، اليوم في عيدك، وفي كل يوم، أعطينا السلام، حتى نرى ثمار الفداء الذي أتمه ابنك يسوع المسيح، في القدس، حتى ترتدَّ القلوب كلها، وتتجدّد، في كل أبنائك. يا مريم البتول، ارحمينا وأعطينا السلام. آمين.
الأحد ٢٦ /١٠/٢٠٢٥ الأحد ٣٠ من السنة/ج







