رسائلك اليّ ما زالت تلوّنُ درجَ مكتبتي

الكاتب : زهير دعيم

القيامة- رحل اليوم واثر نوبة قلبية مفاجئة، الكاتب والناقد النشيط شاكر فريد حسن، ابن قرية مصمص في المثلث الشمالي، وقد ترك خبر وفاته أثرا عميقا عند المئات من الكتاب والشعراء وأصدقائه ومعارفه، لما عرف عنه من خلق دمث وطيبة قلب. ووفاء له ولمسيرته ننشر فيما يلي كلمة رثاء كتبها الصديق الشاعر زهير دعيم من قرية عبلين.

رسائلك اليّ ما زالت تلوّنُ درجَ مكتبتي

أخي شاكر

عجّلتَ الرّحيل أخي الكاتب والأديب شاكر فريد حسن.

عجّلتَ الرّحيل وما زال في جعبتك الكثير ممّا تقوله من أدب وشعر وقصّة ومقالة ودراسة وإضاءة على شعراء قُدامى وجُدد، فأبدعتَ وأنصفْتَ، وكنتَ السَّند والدِّعامة للشعراء والكتّاب الجُدد، فأعطيتهم مدَدًا من أنفاسك الجميلة ومنحتهم معنويات دافعة.

عرفتك أخي الجميل قبل حوالي خمسة عقود من الزّمن، وكنّا آنذاك - أنا انت- في ميعة الصّبا ...

عرفتك وما زالت رسائلك الجميلة والأنيقة منذ ذلك الوقت، تُلوّن درج مكتبتي وذكرياتي ومفكراتي؛ رسائل تفيض شبابًا وتقطر أدبًا وتعبق بأريج المحبّة والموهبة.

عرفتك وازدادت معرفتي بك يومًا بعد يوم الى أن التفت اليّ قبل سنتين باضاءة جديدة عليّ وعلى أدبي، فخطّ قلمك فيّ من روعاتك ومن حسّك المُرهف ومن جمال حرفك الذي يسحر الألباب ما استحقّ وأكثر، فعادت بي الذّاكرة الى أيام الصّبا والشّباب، فعدْتُ الى رسائلك اتنسّم من خلالها عبقَ الماضي الجميل، فأبى قلمي المتواضع إلّا أن يكتب عنك واثقًا أنّني لا ولن أوفيك حقّك مهما علا كعبي في اللغة، كيف لا؟! وأنت الانسان الانسان والذي يحمل بين جَنبيْه قلبًا يفيض محبّةً وحنانًا ورحمة، فتدافع عن المظلوم والمقهور مهما كان لونه ومعتقده وجنسه، وتقف الى جانب الحقّ ولا تخشى لومة لائمٍ، فتروح تساند وتعضد وتدافع والقلم سلاحك والفكر النيّر نهجك.

عجّلْتَ الرّحيل أخي وحرمتنا من مقالاتك وقصائدك ونجاواك التي غمرت بها مواقعنا الالكترونيّة وصحفنا العربيّة في الدّاخل والخارج، فقد كُنتَ – والربّ يعلم – اللونَ الجميل الذي يُسربلُ تلك المواقع وتلك الصُّحف.

سأفتقدك، وسنفتقدك، وسيفتقدكَ كلّ من قرأ كتابًا أو كتب نصًّا ..

غِبتَ عن العيون وما زلْتَ في القلوب زهرةً فوّاحةً ..

غِبْتَ عن العيون وما زال قلمك يؤرّجُ حياتنا، فمقالاتك المتنوّعة لن تموت وستبقى حيّةً كلّما أشرقت الشّمس، وكلّما تهادى الشّباب تحت همسات ضوء القمر، وكلّما عشق كاتب أو شاعر الحرف وارتمى فوق بساطه الاخضر البهيّ.

سأذكرك أخي شاكر عند كلّ قصيدة تخطّها يراعتي، وعند كلّ نجوى تسيل من قلمي، ومع كلّ اصدارٍ يُلوّن حياتنا الأدبيّة .

نمْ قريرَ العين أخي الإنسان الجميل والأديب الرّائع، فقد تركتَ خلفك إرثًا جميلاً، وأثرًا رائعًا وبيتًا مؤسّسا على المجد والاخلاق.

أخي الأديب والكاتب والانسان شاكر فريد حسن اغبارية، لروحك سلام..

ولنا جميعًا في الجليل والمُثلّث والشّرق العزاء الأجمل والذّكريات المُلوّنة.