عيد القديسين الرسولين سمعان ويهوذا - لوقا ٦: ١٢-١٩
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
١٢وفي تلك الأَيَّامِ ذَهَبَ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ للهِ. ١٣ولمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثنَيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلًا وهم: ١٤سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس، وأَندَراوُس أَخوه، ويَعقوبُ ويوحَنَّا، وفيلِبُّسُ وبَرْتُلُماوُس، ١٥ومَتَّى وتوما، ويَعقوبُ ابْنُ حَلْفى وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ١٦ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ويَهوذا الإِسخَرْيوطِيُّ الَّذي انقَلَبَ خائِنًا. ١٧ثُمَّ نَزَلَ معَهم فوَقَفَ في مَكانٍ مُنْبَسِط، وهُناكَ جَمعٌ كَثيرٌ مِن تَلاميذِه، وحَشْدٌ كَبيرٌ مِنَ الشَّعْب مِن جَميعِ اليَهوديَّة، وأُورَشَليم، وساحِلِ صورَ وصَيْدا، ١٨ولَقَد جاؤوا لِيَسمَعوهُ ويُبرَأُوا مِن أَمراضِهم. وكانَ الَّذينَ تَخبِطُهُمُ الأَرواحُ النَّجِسَةُ يُشفَون. ١٩وكانَ الجَمعُ كُلُّه يُحاوِلُ أَن يَلمِسَه، لِأَنَّ قُوَّةً كانَت تَخرُجُ مِنهُ فتُبرِئُهُم جَميعًا.
زمن سلام جديد. هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟
"أُطلُبوا السَّلامَ لِأُورَشَليم، السَّكينَةُ لِلَّذينَ يُحِبُّونَكِ! السَّلامُ في أَسوارِكِ، والسَّكينَةُ في قُصورِكِ!" (مزمور ١٢٢: ٦-٧). ارحمنا، يا رب. با رب، متى سنفرح وندعو السلام والسكينة لغزة ولكل فلسطين وإسرائيل، وللعالم بأسره؟ في القدس، يا رب، كان موتك وكانت قيامتك. وما زالت مدينة سر حبك، وسر حياتنا اليومية. لكن بدل القيامة، نحن نجد فيها الحرب، وأناسًا يكرهون، وآخرين يطلبون الحياة ولا يجدونها. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
اليوم عيد الرسولين سمعان ويهوذا. من الاثني عشر الذين تركوا كل شيء وتبعوا يسوع، حتى الموت. بعد القيامة أرسل يسوع إليهم روحه القدوس، وأرسلهم إلى العالم، ليعلنوا النبأ السارّ، نبأ مجيئه إلى الأرض، والحياة الجديدة التي أتى بها إلى الناس.
"وفي تلك الأَيَّامِ ذَهَبَ إِلى الجَبَلِ لِيُصَلِّي، فأَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ للهِ. ولمَّا طَلَعَ الصَّباح دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثنَيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلًا وهم: سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس ... وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ..." (١٢-١٦).
أرسلهم ليحملوا الحياة الجديدة إلى العالم ونبأ مجيئه هو كلمة الله الأزلي، حاضرًا بيننا، حتى اليوم، في ويلاتنا، وفي موت أرضنا.
اختار يسوع اثني عشر رسولا، واختار ٧٢ تلميذًا، ودعا المؤمنين الأولين ... اليوم أيضًا يسوع يدعو خلفاء الرسل، المرسومين، الكهنة والأساقفة، وكل المكرسين والمكرسات، وكل الرهبان والراهبات... وكل المؤمنين به....
الجميع تلاميذ بدرجات مختلفة. تلميذ ليسوع، لم أعُدْ لنفسي، بل أنا له. هو منحني ذاته، فأحبني، وأنا تلميذ، تركت كل شيء، فضَّلته على كل شيء، مرسومًا، مكرَّسًا أو علمانيًّا، لأجيب على حبه، وأغذي الأرض بخبز السماء الذي يعطيني إياه.
أنا له واكمِّل عمله، أي تقديس العالم، نعم، تقديس عالم الحرب وكل الويلات والخطيئة التي فيه.
تلميذ، ليس فقط لأترك كل شيء، بل لأحيا الحياة الجديدة ولأعطيها، وأقدِّس العالم، فأصارع الموت، والحرب، في العالم، وكل أنواع الشر...
قال لنا يسوع: نحن في العالم، لكنا لسنا من العالم. عالم الخطيئة، مكان خطيئتي وضعفي أيضًا، مكان كل خطيئة لأصارعها، أصارع خطيئتي وخطيئة الحرب والموت...
قال يسوع:
"لا أَسأَلُكَ أَن تُخرِجَهُم مِنَ العالَم، بل أَن تَحفَظَهم مِنَ الشِّرِّير، لَيسوا مِنَ العالَم، كَمَا أَنِّي لَستُ مِنَ العالَم. كَرِّسْهُم بِالحَقّ. إِنَّ كَلِمَتَكَ حَقّ، كَمَا أَرسَلتَني إِلى العالَم، فكَذٰلِكَ أَنا أَرسَلتُهم إِلى العالَم، وأُكَرِّسُ نَفْسي مِن أَجلِهِم، لِيَكونوا هم أَيضًا مُكَرَّسينَ بِالحَقّ" (يوحنا ١٧: ١٥-١٩).
نحن في العالم، بكل أحزانه، وبكل مسؤولياتنا فيه كبشر وكمؤمنين، في العالم، لنواجه خطيئة العالم فينا وفيه... صلى يسوع من أجلنا. سأل الآب أن يقدِّسَنا في الحق. لنكون مقدَّسين في الحق. عليَّ أنا أن أجتهد لأقدس نفسي وأتعاون مع أبي الذي يريد أن يقدسني.
تلميذ ومؤمن بيسوع المسيح، يعني أن أحيا حياتي على الأرض، وأكثر من غيري، هي أن أحمل مسؤولية مصارعة الشر فيها ومسؤولية شفائها، هي أن أترك الأب يقدسني، حتى أقدر أنا أيضًا أن أقدس عالمي، في غزة وفي الضفة وفي كل الأرض المقدسة التي قدسها يسوع المسيح.
ربي يسوع المسيح، دعوتني، وآمنتُ بكلمتك. وعملتَ أنت فيَّ وبواسطتي حتى تقدس الأرض. أعطني أن أعرف كيف أتعاون معك، ومع الآب، حتى أقدس نفسي، وأقدس العالم في الحق. آمين.
الثلاثاء ٢٨ /١٠/٢٠٢٥ الأحد ٣٠ من السنة/ج








