تلميذ يسوع يموت أو يعيش على الصليب - يوحنا٢٠: ٢١-٢٥
الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس
٢١ فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟ ٢٢ قالَ لَه يسوع: لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لَكَ وذلك؟ أَمَّا أَنتَ فَاتبَعْني. ٢٣ فشاعَ بَينَ الإخوَةِ هذا القول: إِنَّ ذلِكَ التِّلميذَ لَن يَموت، مَعَ أَنَّ يسوعَ لَم يَقُلْ إِنَّه لَن يَموت، بل قالَ له: لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لكَ وذلك؟ وهذا التِّلميذُ هو الَّذي يَشهَدُ بِهذِه الأُمور وهو الَّذي كَتَبَها، ونَحنُ نَعلَمُ أَن شَهادتَه صادِقَة. ٢٥ وهُناكَ أُمورٌ أُخرى كثيرةٌ أتى بِها يسوع، لو كُتِبَت واحِداً واحِداً، لَحَسِبتُ أَنَّ الدُّنْيا نَفْسَها لا تَسَعُ الأَسفارَ الَّتي تُدَوَّنُ فيها.
الحرب ٢٢٢
"إلهي، في النَّهارِ أَدْعو فلا تُجيب وفي اللَّيل لا سَكينَةَ لي. أمَّا أَنتَ فإِنَّكَ قُدُّوس جالِسٌ في تَسابيحِ إِسْرائيل. علَيكَ تَوَكَّلَ آباؤُنا، تَوَكَّلوا فنَجَّيتَهم" (مزمور ٢٢: ٣-٥).
ارحمنا، يا رب. "إلهي، في النَّهارِ أَدْعو فلا تُجيب وفي اللَّيل لا سَكينَةَ لي". لم نعد نحصي أيام الموت، أكثر من مئتي يوم . " أمَّا أَنتَ فإِنَّكَ قُدُّوس"، ولا تقبل الشر. إنك تصبر، نعم، وتدعو الخطأة إلى التوبة. لكن، يا رب، ونحن ضحاياهم؟ هل تنسانا حتى يتوبوا؟ بدِّلْ القلوب والأذهان في من يقتلوننا، يا رب. واملأ غزة ورفح بنورك ورحمتك. أرنا وجهك، يا رب. أنت خلقت هذه الأرض صالحة فأعد إليها صلاحها، واجعلها كما تريد لها أن تكون. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم
نقرأ اليوم خاتمة إنجيل القديس يوحنا، الفصل ٢١، الآيات ٢١-٢٥.
"فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟ قالَ لَه يسوع: لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لَكَ وذلك؟ أَمَّا أَنتَ فَاتبَعْني. ٢٣ فشاعَ بَينَ الإخوَةِ هذا القول: إِنَّ ذلِكَ التِّلميذَ لَن يَموت، مَعَ أَنَّ يسوعَ لَم يَقُلْ إِنَّه لَن يَموت، بل قالَ له: لو شِئتُ أَن يَبْقى إِلى أَن آتي، فما لكَ وذلك؟"
تنبأ يسوع لبطرس نهايته: غيرك سيسير بك إلى حيث لا تشاء. غيرك سيجردك من ثيابك.... ليصلبك.
"الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكَ: لَمَّا كُنتَ شابًّا، كُنتَ تَتَزَنَّرُ بِيَديكَ، وتَسيرُ إِلى حَيثُ تشاء، فإِذا شِخْتَ بَسَطتَ يَدَيكَ، وشَدَّ غَيرُكَ لكَ الزُّنَّار، ومَضى بِكَ إِلى حَيثُ لا تَشاء" (١٨)."قالَ ذلكَ مُشيرًا إِلى المِيتَةِ الَّتي سيُمَجِّدُ بِها الله ثُمَّ قالَ له: اتَبْعني" (١٩).
يسوع تمم مشيئة الآب. قال وهو على الصليب "قد تمَّ" وأسلم الروح. ونهاية التلميذ مثل معلمه. هرب الرسل في الفترة الأولى أمام الموت. وخاف بطرس وأنكر أنه يعرف يسوع. لكنه رجع وندم. واستقبله الآب، وملأه بالروح القدس، فكرز باسم يسوع وعمد الجماهير، واستقبل الموت أخيرًا مثل معلمه، على الصليب. كل هذا حدث لتعليمنا.
تلميذ يسوع يموت أو يعيش على الصليب. وهكذا بطرس عاش ومات على الصليب.
" فلَمَّا رَآهُ بُطرس قالَ لِيسوع: يا ربّ، وهذا ما شأنُه؟" (٢١). سؤال عن فضول؟ أم عادت العواطف البشرية، مَن الأول بينهم؟ أما زالت في قلوبهم؟ جواب يسوع فيه شيء من الجفاء: "فَمَا لَكَ وَذَلِكَ؟" أنتَ اتبَعْني. أخوك جزء من رسالتك، ومن محبتك الشاملة، لا مثل محبة الناس الذين يتخاصمون.
"وهذا التِّلميذُ هو الَّذي يَشهَدُ بِهذِه الأُمور وهو الَّذي كَتَبَها، ونَحنُ نَعلَمُ أَن شَهادتَه صادِقَة. وهُناكَ أُمورٌ أُخرى كثيرةٌ أتى بِها يسوع، لو كُتِبَت واحِداً واحِداً، لَحَسِبتُ أَنَّ الدُّنْيا نَفْسَها لا تَسَعُ الأَسفارَ الَّتي تُدَوَّنُ فيها" (٢٤-٢٥).
شهد يوحنا ليسوع، بكرازته بالإنجيل، وبكتابته الإنجيل، وبموته. كان يعرف أشياء كثيرة عن يسوع. وعرَّفنا بها في الإنجيل، وفي رسائله الثلاث، وفي سفر الرؤيا. وأضاف: " وهُناكَ أُمورٌ أُخرى كثيرةٌ أتى بِها يسوع، لو كُتِبَت واحِدًا واحِدًا، لَحَسِبتُ أَنَّ الدُّنْيا نَفْسَها لا تَسَعُ الأَسفارَ الَّتي تُدَوَّنُ فيها".
في الواقع، معرفة الله أو التعريف به ليس مهمة بشرية. بل هي هبة يجب أن نطلبها. يجب أن نرى ونسمع ونتأمل.
" لَحَسِبتُ أَنَّ الدُّنْيا نَفْسَها لا تَسَعُ الأَسفارَ الَّتي تُدَوَّنُ فيها". في الواقع، من يقدر أن يسع خالق الكون؟ من يقدر أن يصف قداسته وصلاحه؟
نتواضع ونعترف بما نحن، حتى يتنازل الله ويكشف لنا عن نفسه.
ربي يسوع المسيح، عرَّفْتَنا بالآب، فارفعنا إليك حتى نرى، ونفهم، ولا نطرح بعد أسئلة الأرض. آمين.
السبت ١٨/٥/ ٢٠٢٤ بعد الأحد السابع للفصح







