الْمَجْدُ لِلّه فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ..

الكاتب : صحيفة القدس

يطل عيد الميلاد المجيد الذي تحتفل به الطوائف المسيحية الغربية عند منتصف هذه الليلة، بإقامة قداس العيد الحبري الذي يترأسه غبطة البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين، في زمن يمتلئ بالحقد والظلم والاضطهاد لشعبنا الفلسطيني في فلسطين التاريخية، جراء العدوان الآثم المتواصل بحق المدنيين العزل، الذين يسعى الاحتلال إلى تدمير حياتهم وتحويل مناسباتهم وأفراحهم إلى أحزان ومآس وكوارث.

الْمَجْدُ لِلّه فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ..

لم ترحم إسرائيل بكيانها الفلسطينيين، ولم توقف عدوانها للحظة منذ أن وسعت نطاقه في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فجاء رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى وكل المناسبات الدينية الإسلامية، على خجل وسط بحر من الدموع والرجاء والإبتهال للعلي القدير ان يُغير الاحوال، والليلة وغدا وحتى نهاية الأعياد الميلادية المجيدة ولكل الطوائف المسيحية، يبدو أن الاحتلال سيبقي على وتيرة قصفه واستهدافه لشعبنا في مختلف مناطق تواجده، لأن هذا الاحتلال لا يدرك حقيقة الميلاد المجيد الذي غير الإنسانية، وحولها من عهد الحقد والكراهية، إلى عهد النور الساطع والزمن الذي يضيء للمستقبل، المفعم بمعاني الحياة الجديدة، المستندة على المحبة والعدل والسلام، كما جاء في بيان بيت لحم الخاص بمناسبة الميلاد.

أضاءت بيت لحم، مهد المسيح عليه السلام، شموع الأمل في زمنها الميلادي الجديد، داعية شعوب العالم إلى تبني قيم الميلاد برسالته الجلية والواضحة، رغم الظلم والألم، بأن شعب فلسطين سيبقى شعباً حياً محباً للسلام، متمسكاً بجذوره في ارضه المقدسة، عاشقا للحياة شاهدا على الميلاد، وحاملاً رسالة رجاء وأمل وسلام، مؤمناً بعدالة السماء.

 بيت لحم كما القدس وكل مدن الضفة الغربية، ليست بعيدة عما يجري في قطاع غزة، فهي الأخرى تعاني من ويلات الحصار والقيود، التي تسببت بعزلها الأمر الذي أوقف السياحة وأغلق الابواب والنوافذ، أمام حجاج العالم الذين كانوا يتوافدون إلى مهد المسيح، لاحياء الأعياد والاحتفال بها، لكن العيد هذه المرة وللسنة الثانية على التوالي سيقتصر على الصلوات والتلاوات الدينية، وذلك انطلاقاً من اللحمة الوطنية التي تعزز وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي، وشعورا بالمسؤولية والواجب الملقى على عاتق بلدية بيت لحم، ومؤسسات المدينة التي ستلتزم بعيد صامت وكل مسيحيي هذه البلاد المقدسة، وفاء لدماء الشهداء، وفي الوقت ذاته رفضا لاجراءات الاحتلال الظالمة بحق شعبنا في قطاع غزة وعموم فلسطين.

مسيحيو بيت لحم والقدس ورام الله وغزة والناصرة ويافا وكل بقاع الجغرافيا الفلسطينية، يدعون العالم هذا اليوم للصلاة مع شعبنا الفلسطيني، الذي يصر على حمل رسالة الأمل والايمان بغد أفضل، راجين ان يتحول صمت العالم في ليلة الترانيم وقرع الأجراس إلى صوت للحق والإنسانية، وان يشاركوا شعبنا الفلسطيني في صنع مستقبل، تنمو وتزدهر فيه القيم النبيلة وفي مقدمتها حريتنا وكرامتنا وكبريائنا.

ندعو العالم ليرتل معنا بصوت مرتفع وصاخب: الْمَجْدُ لِلّه فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ..

داعين العلي القدير أن ينعم شعبنا بالأمن والسلام وأن تعم المسّرات والأفراح كل ربوع الأرض.