الزيتونات مدللات دلَّاتة بالقرب من صفد

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية، كاهن رعية اللاتين في الرينة

القيامة- لا يتوقف ولا يكل الأب رائد أبو ساحلية، كاهن رعية اللاتين في الرينة عن متابعة كل شجرة زيتون وخربة في وطننا، وتتبع أي معلومة جديدة في هذا المضمار، وفي الأسبوع الأخير أخذنا إلى أطلال دلاتة في قضاء صفد. ونقدم إليكم هذه المادة والصور –باذنه- من صفحته الشخصية.

الزيتونات مدللات دلَّاتة بالقرب من صفد

تعالوا معي الى صفد وسأدلكم على دلاته التي تقع على تلة مشرفة على بُعد 8 كلم الى الشمال منها. والتي تطل على سهل الحولة وهضبة الجولان شرقا، وجبل الشيخ وقرى جنوب لبنان شمالاً، والجش وجبل الجرمق غربا، ومدينة صفد وبحيرة طبريا وجبال الناصرة جنوبا... اذن موقع جميل فريد من نوعه اولا.

اما ثانيا فهي مليئة بالمقامات والكهوف التي بداخلها المدافن المنحوتة في الصخر، فقد وجدت اكثر من عشرة منها، مما يدل على عراقتها وتاريخها الضارب في القِدم.

أما الآبار وبرك تجميع المياه فهي منتشرة في كل الأرجاء.

وما بقي منها فقليل جدا لم أجد سوى بعض البيوت المهدومة التي كانت مبنية من الحجر مما يدل على غنى وتقدم سكانها.. ووجدت بعض القبور المتناثرة تحت اشجار الزيتون في الجهة الشرقية وقد اندثر الكثير منها بين الشوك والاعشاب التي تحولت الى مراعي للأبقار للأسف الشديد دون مراعاة حرمة القبور والأموات.

وأخيرا وليس آخراً، من الواضح انها كانت عامرة بأشجار الزيتون المعمرة التي وجدتها على قمة التلة ومنتشرة في مختلف الأرجاء تصارع الريح وتكافح من أجل البقاء بسبب الاهمال قريبة من بعضها تتمايل مدللة تحيط بها السناسل على شكل حواكير واحواش وجدران استنادية حجرية مما يدل على توزع الملكيات واهتمام اهلها بها قبل التهجير القسري.

للمزيد عن القرية وتاريخها وتهجير أهلها يمكنكم قراءة التفاصيل التالية:

دلاتة

تقع إلى الشمال من صفد وتبعد عنها 8كم، شرد أهلها، وسكنوا في قرية عكبرة جنوب صفد، ومساحة أراضيها المسلوبة حوالي 9100 دونم، وأقيمت على أراضيها مستوطنة (كيبوتس سدى نحيما) عام م1940، عدد سكانها عام 1922م حوالي 204 نسمة وعام 1931م بلغ حوالي 256 نسمة، ارتفع في عام 1945م إلى 360 نسمة.

احتلت قرية دلاتة من قبل الاحتلال الصهيوني بتاريخ 10 أيار، 1948* وكانت تبعد عن مركز المحافظة 6 كم شمال صفد* ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر825 متر* حيث قامت عملية عسكرية ضد أهالي القرية بزعامة يفتاح* والكتيبة المنفذة للعملية العسكرية هي الكتيبة الأولى للبلماح/القوة الضاربة

ملكية الارض

يمتلك الفلسطينيون من ملكية الارض 9*072 دونم* واليهود لا يملكون شيئا* وأما المشاع فهي من مجمل المساحة 2 دونم* ويبلغ المعدل الاجمالي9*074 دونم

استخدام الأراضي عام 1945

تم استخدام أراضي أهالي القرية المزروعة بالبساتين المروية 302 دونم* وأراضي مزروعة بالزيتون52 دونم * وأراضي مزروعة بالحبوب 3*651 دونم* وأراضي مبنية 37 دونم* وأراضي صالحة للزراعة 3*953 دونم* وأراضي بور5*084 دونم

التعداد السكاني

عام 1596 بلغ عدد السكان 127 نسمة* و في القرن 19 بلغ عدد السكان 100 نسمة* وعام 1922 بلغ عدد السكان 204 نسمة* وعام 1931 بلغ عدد السكان 256 نسمة* وعام1945 بلغ عدد السكان360 نسمة* وعام1948 بلغ عدد السكان 418 نسمة* وعام 1998 يقدر عدد اللاجئين2*565 نسمة

القرية قبل النكبة

كانت القرية قائمة على السفح الأعلى لتل مرتفع نسبياً ومبنية على خرائب موقع قديم كان يحتوي على بنى قديمة وكهوف كانت آهلة فيما مضى* وصهاريج وبرك كبيرة. وكان الموقع يعرف أيام الصليبين باسم ديليها. في سنة 1596* كانت دلاتة قرية في ناحية جيرة (لواء صفد)* وعدد سكانها 127 نسمة. وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون* بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج والمستغلات كالماعز وخلايا النحل وكروم العنب ومعصرة تستعمل لعصر العنب أو الزيتون. في أواخر القرن التاسع عشر* كانت دلاتة قرية مبنية بالحجارة والطين* وعدد سكانها 100 نسمة. وقد ذكر زوار المنطقة أن القرية كانت قائمة عند أسفل تل كبير* ومحاطة ببساتين الزيتون والأراضي الزراعية. كما كانت محاطة بتشكيلات صخرية مريحة. وكانت الينابيع توقر المياه للاستعمال المنزلي. وكان في القرية مدرسة صغيرة كان يؤمها 37 تلميذا في سنة 1945. كان سكان دلاتة كلهم من المسلمين* ويعملون في الزراعة البعلية بصورة أساسية* وإن كان بعضهم يعنى أيضا بتربية المواشي وبعضهم الآخر بقطع الحطب وبيعه. وكانت الفاكهة على أنواعها* والزيتون الذي كان مغروسا في رقاع متفرقة حول القرية* أهم المحاصيل. وكانت الحبوب تزرع في الأودية المجاورة* وفي قطع أراض صغيرة عند أسافل منحدرات مخصصا للحبوب و 302 من الدونمات مستخدم للبساتين.

احتلال القرية وتطهيرها عرقيا

السكان غير معروفين، بينما يفترض وليد الخالدي أنها احتلت بعد فترة من سقوط عاصمة لواء صفد ، 10-11 مايو 1948. بحسب الخالدي، فإن تشير الدلائل غير المباشرة إلى أن القرية تم الاستيلاء عليها خلال عملية يفتاح، وفي هذه الحالة، ربما كانت إحدى القرى التي تعرضت للهجوم في المراحل الأخيرة من العملية، مثل قرية عموقة المجاورة التي تم احتلالها في 24 مايو / أيار. والمؤرخ الأمريكي روزماري إسبر التقارير التي دلاتة كان واحدا من القرى التي السكان المحليين فروا إليها في الأيام الأولى من شهر مايو عام 1948، عندما Fir'im، مغر الخيط وقباعة تعرضوا لهجوم بقذائف الهاون من قبل القوات الإسرائيلية. [23] يعطي إسبر تاريخ إخلاء السكان في 10 مايو 1948، والأسباب ذات شقين: "الهجمات المباشرة بقذائف الهاون على المدنيين، والحصار، وإطلاق النار على العرب الفارين"، و "المداهمات الإرهابية، وهدم المنازل، والقنص، وأخذ الرهائن، والنهب، والتدمير. من المحاصيل والماشية ".

القرية الكانت القرية مؤلفة من حارتين، الحارة التحتا والحارة الفوقا، وشملت معالم كثيرة منها مسجد القرية والمقبرة التي تم هدمها مع القرية بالكاملةً .

ولا تزال معالم المقبرة الواقعة الى الجنوب الشرقي من جبل النطاح بارزه للعيان بالإضافة الى مصلى الشيخ محمد النطاح، ومصلى الشيخ يوسف الصديق والى الجنوب منه مصلى لابنه اسماعيل الصديق، ومصلى الشيخ العجمي، وقد استولى اليهود على هذه المصليات بحجة أنها مصليات يهودية تتبع لهم .

فبعد امتلاك القرية وتهجير سكانها أقام اليهود على انقاضها موشاف دلتون

أما بالنسبة لحدود المسجد سابقاً فكان يحده من :الجنوب ديب عبد الرحيم وأخيه محمود .الشرق صالح حميد .الشمال طريق .والغرب ورثة محمد الاحمد القاسم .مصلى الشيخ محمد النطاح: بعد هدم القرية وتهجير سكانها هدمت معالم مصلى الشيخ محمد النطاح .حيث أخذ اليهود بترميمه والعمل على تسميته بأحد أحبارهم (الرابي يوسف)، فقاموا ببناء القبر والجدران المحاذية له حيث بلغت المساحة الكلية نحو 100 متر مربع، وقد بنيت ساحته بشكل له عشرة أضلاع غير متساوية ، كما وتم بناء القبر بإرتفاع 2.6 متر ، وذلك يشمل القبة المتواجدة على سقفه.

لم يبق إلا حطام المنازل المبعثر في أرجاء الموقع* الذي غلب عليه الحشائش والنباتات البرية والأشجار. ولا يزال بعض المصاطب الحجرية قائما على أراضي القرية* كما لا يزال فيها بعض أشجار الزيتون. وعلى بعد دلتون الإسرائيلية. وقد حول جزء من أراضي القرية إلى غابة بينما تستعمل الأجزاء الأخرى مرعى للمواشي.

المستوطنات على أراضي القرية

أنشأت إسرائيل مستعمرة دلتون ( 196269) في سنة 1950 على أراضي القرية* في موضع يميل الى الجنوب الغربي من موقعها.