الكفير – من محافظة جنين - قرية صغيرة ذات أراض كثيرة وزيتونات معمرة

الكاتب : الأب رائد أبو ساحلية – راعي كنيسة اللاتين في الرينة

الكفير قرية ترتفع على تلة فوق بلدة الزبابدة، في الطريق الى عقابة وطوباس ونابلس.. وتبعد عن الزبابدة نحو 3 كيلومترات ويقطعها الشارع الرئيسي الوحيد المحاط من كلا الجانبين ببحر من أشجار الزيتون والبيوت القليلة القديمة، التي تسبح في سهول شاسعة تمتد الى صير غرباً وعقابة جنوباً ورابا والزبابدة شرقاً وشمالاً.

الكفير – من محافظة جنين - قرية صغيرة ذات أراض كثيرة وزيتونات معمرة

موقعها وسكانها

كفير تصغير "كفر"، وتعني القرية الصغيرة، تقع الكفير على بعد 15 كم جنوب مدينة جنين، و7 كم شمال غرب طوباس وترتفع حوالي 426 م عن سـطح البحر. وتحيط بها أراضي قرى رابا، وسلفيت، وصير، والزبابدة، وعقابا والجامعة العربية الأمريكية. بلغ عدد سـكانها 75 نسـمة ولكن حسـب الإحصاء الذي أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسـطيني للعام 1997 م هو 48 نسمة.

تاريخها

تملك القرية "عائلة إرشيد" المنسوبة إلى جدها "ذيب عبد الرحيم إرشيد". قرية الكفير من قرى "عائلة إرشيد" المقيمين في صير والتي تم بناؤها من قبل "الحاج ذيب عبد الرحيم إرشيد". ومن أكثر من اشتهر بها "الحاج ذيب" والشهيدين "محمد" و"أحمد ذيب إرشيد" و"مصطفى ذيب إرشيد" مؤسس الحزب القومي السوري و"عبد اللطيف ذيب إرشيد" شيخ الأزهر.

يقدر تاريخ القرية بأنه يعود إلى عام 2000 ق.م، بحسب سعادة إرشيد أحد ورثة ممتلكات عائلة ارشيد التي كانت تحكم المكان منذ استوطنوه.

يروي ارشيد: "الكفير كانت مملوكة لعائلتي الذين هاجروا من بصرى الشام بعد عام 1400 م إلى مناطق متعددة، ومنهم من توجه إلى الأردن ثم بسبب مشاركتهم في قتال المغول قدموا عام 1450 إلى منطقة الكفير وسكنوها، ولكن العائلات الإقطاعية كانت في صراع دائم، ونصيب عائلتي كان القتال مع عائلة مشاقي التي كانت تحكم بالجوار".

ويتابع: "قضى حاكم المشاقي على عائلة ارشيد باستثناء شخص واحد استطاع الحصول على ود الحاكم وخطب ابنته واسترد أملاك عائلته التي تمتد في تلفيت وصير وعقابا والزبابدة وطوباس ورابا وكفر ثلث ومسلية، وتزيد على الـ55 ألف دونم، وورثها جدي ديب".

الجد ديب الذي ولد عام 1840معلقة صورته في القصر العائلي الذي يعتبر من أعلام القرية، فهذا المنزل بحسب ارشيد بني عام 1828 م، مكون من 26 غرفة على النظام الإقطاعي، الطابق السفلي للعمال والحراثين أما العلوي فلأهل البيت.

مزروعاتها ومناخها

تمتاز الكفير بأراضيها الزراعية الواسعة نسبيا والتي يزرع فيها شجر الزيتون بكثرة على أراضيها الجبلية والوعرة، وفيها أنواع مختلفة من اشجار الزيتون ومن أفضل الأنواع على مستوى العالم، وأيضا في أراضيها السهلية تزرع الحبوب وبعض الخضراوات. يوجد فيها ينبوع ماء، وتكثر فيها الآبار.

جغرافيتها

هي عبارة عن تلة حادة نسبيا من جهة الشمال وسهلية من الجنوب وهذا يعطيها عدة تضاريس رغم مساحتها الصغيرة.

إدارتها

واقعة تحت إدارة السلطة الفلسطينية وتعد من مناطق (أ)، كما انها من القرى التي وقعت تحت الاحتلال بعد حرب حزيران 1967 وبقيت هكذا حتى مجيء السلطة الفلسطينية.

العمران

من خلال العمل الميداني الذي قام به مركز رواق العام 1997، تم تسجيل 16 مبنى قديم في القرية، وتتميز المباني القديمة بالبساطة، وبخلوها من الزخارف، ويتكون 14 منها من طابق واحد، في حين أن مبنيين فقط يتكونان من طابقين هما: "قصر ذيب إرشيد" و"علّية العريس". القصر من أهم المباني في القرية وأضخمها، والعلّية من أقدم المباني كذلك. بعض مباني القرية متصلة وتشترك بساحة داخليـة، 9 مبـانٍ منها مسـتعملة بشـكل كلي، أما المباني الســبعة الباقية فهي مهجورة.

تعتبر الحالـة الإنشـائيـة لسـبعة مبانٍ جيدة، فـي حين أن 6 منها حالتها الإنشائية سيئة، وهناك 3 مبانٍ غير صالحة للاستعمال، ما يعني أن القرية تعاني من الإهمال في المحافظة على المباني القديمة. استعمل الحجر في بناء مباني القرية كلها. وسقفت 9 من مباني القرية بالعقد المتقاطع، ومبنيان بالعقد البرميلي، وهـناك 3 مبانٍ سقوفها مستوية.

تميزت الفتحات المعمارية بالبساطة، فهي مستطيلة يعلوها إما ساقوف وإما قوس موتور، وفي قصر إرشيد وجدت فتحات مستطيلة بساقوف يعلوه قوس مدبب مفتوح.

اما الآن زادت المباني وتم بناء بيوت جديدة وحديثة الطراز مع الحفاظ على طابعها القديم.