انتخبنا وما انتخبنا ويا خسارة ما انتخبنا هذا لسان حال اللبنانيين بعد الانتخابات البرلمانية

القيامة - قد تكون واحدة من أكبر المفاجآت التي أفرزتها الانتخابات النيابية التي جرت الأحد الماضي بعد طول انتظار، خلافًا لكلّ التوقعات والتقديرات، فضلاً عن استطلاعات الرأي التي سبقتها، أنّها أفضت إلى دخول عدد غير قليل من نواب المجتمع المدني والمستقلين، أو ما يصطلح على وصفهم بـ"النواب التغييريين"، إلى الندوة البرلمانية، في العديد من المناطق، بما فيها تلك التي كانت "تحتكر" التمثيل سابقًا.

انتخبنا وما انتخبنا ويا خسارة ما انتخبنا هذا لسان حال اللبنانيين بعد الانتخابات البرلمانية

لكن، رغم ذلك، يبدو أنّ "الغموض" يسيطر على "سيناريوهات" تعاطي نواب "التغيير" الجُدُد مع الخريطة البرلمانية، ومع مختلف الاستحقاقات المُنتظَرة، علمًا أنّ هناك من يتحدّث عن "اختلاف" بين هؤلاء النواب على بعض القضايا الجوهرية، ما يطرح سلسلة من علامات الاستفهام، فهل يعمد هؤلاء إلى تشكيل "كتلة موحّدة" يمكنها التأثير على القرارات، أم يبقون "مستقلّين" عن بعضهم البعض، بما يشبه سرديّة رفضهم إعلان "قيادة" لهم؟
شكّلت المعركة الانتخابية لعام 2022 صدمة سياسية حقيقية قلبت الطاولة وغيّرت الموازين على جميع الأصعدة. 17 مقعدا للمستقلين، 18 مقعدا للتيار الوطني الحر، 18 مقعدا للقوات اللبنانية كذلك، 13 لحزب الله إلى جانب خروقات لم يشهد لبنان في تاريخه مثيلا لها أدى إلى اسقاط زعامات لم يتوقع أحد امكانية الاطاحة بها.

بالرغم من تمكن "حزب الله" من الفوز بأكثرية مؤيدة لسلاحه، غير أن هذه الأكثرية ستكون غير ثابتة في القضايا الأخرى، مما يفتح الباب أمام مرحلة مليئة بالغموض السياسي.

في ظل التوازنات النيابية الحالية تبرز أمام الحزب تحديات سياسية جدية سيكون مضطرا للتعامل معها في المرحلة المقبلة، ما يعني ان الحزب لن يتمكن من استعادة المبادرة بشكل حاسم كما كان متوقعا، بل سيستمر في ردود الفعل لفترة غير معلومة خصوصا ان المسرح السياسي تبدل مجددا. 

وهناك تحد في وجه الحزب وهو توحيد الحلفاء، فالخلافات التي تحصل بين حلفاء الحزب تؤدي الى عرقلة الخطوات السياسية والادارية وربما الانمائية، التي ترغب الأكثرية النيابية أو الأفرقاء السياسيين بالقيام بها، وهذا ما يهدد بشكل جدي المسار السياسي للفريق السياسي ككل، ويجعل من خصوم الحزب اقدر على استهدافه اعلاميا.

وأمام التحديات والواقع الجديد، دعا الأمين العام لحزب الله إلى "الشراكة والتعاون حتى من موقع الاختلاف". حيث اعتبر أنّ "لا أحد يستطيع الادعاء أنه يمتلك الأكثرية في المجلس النيابي المقبل"، أكد أنه "قد تكون المصلحة في لبنان هي عدم حصول فريق معين على أكثرية نيابية"، مشيراً إلى أنّه "لا يستطيع أي فريق أن يدّعي أن الأغلبية في هذا الفريق أو هذا الفريق، بل نحن أمام كتل سياسية ومستقلين".

وأوضح قائلاً: "نحن أمام مجلس نيابي متكوّن من كتل نيابية ومستقلين، ولا يوجد فريق سياسي اليوم في البلد لديه الأكثرية النيابية".

 بينما لم يتأخر نواب قوى الثورة والتغيير المنتخبون في إطلاق عجلة التنسيق في ما بينهم من خلال اجتماع ثمانية منهم مساءً في فندق "سمول فيل" في بدارو لمقاربة الموقف من الاستحقاقات المقبلة بدءاً من استحقاق انتخاب رئيس المجلس النيابي ونائبه..

وكان رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل قد دعا يوم الثلاثاء، عقب صدور نتائج الانتخابات التشريعية في لبنان إلى "الحوار مع الجميع".

واعتبر أنّ "التنوع مطلوب ولكن التشظي مرفوض"، مشيراً إلى أنّ "فكرة إلغاء أي أحد هي وهم، ومسألة التكنوقراط مرفوضة، فهناك شرعية شعبية يجب أن نحترمها".

وجدد رئيس التيار الوطني الحر دعوته إلى الحوار من أجل لبنان، قائلاً: "نمد يدنا إلى الجميع في الداخل والخارج للتعاون".

 يعقد مجلس الوزراء جلسة غدا في القصر الجمهوري، وهي الأخيرة في عهد حكومة نجيب ميقاتي، قبل ان تتحول يوم السبت المقبل الى حكومة تصريف أعمال.

وأخيرا فان النتائج عضوية مجلس النواب ليست نهائية، خاصة وأن هناك عددا من الطعون والبعض ينتظر لتقديم طعونه، والبعض الآخر ينتهي انتهاء الإحصاء الفعلي والرسمي لعدد وتقسيم الأصوات.

 وزير الداخلية يعلن نتائج الانتخابات