إدمث وجوارها وسكان عرب العرامشة

القيامة- قام الأستاذ سهيل مخول من البقيعة، صديق الموقع بزيارة لقرية ادمث وسجل انطباعاته عنها، على النحو التالي: زرت ادمث عندما كان قسم من سكانها في بيوتهم العامرة، كان ذلك في مطلع سنة 1991، ولكن كانت بداية تهجير أهلها منذ السبعينات من القرن الماضي.

إدمث وجوارها وسكان عرب العرامشة

عدت وزرتها يوم 8.5.2020 وشاهدت بأن جميع بيوتها مهدمة، مقبرتها جميلة ونظيفة ومرتبة، صادفت هناك سيدة وابنها اتيان لزيارة قبور موتاهم، فقالت لي السيدة بأنها ولدت في إدمث وهجرت الى العرامشة، هي وكل سكان المكان، الذين ما زال يسمح لهم العودة وهم أموات الى إدمث، وفقط للذين ولدوا فيها.

سكن قسم من عرب العرامشة ادمث منذ الفترة العثمانية إلى أن قامت دولة اسرائيل بنقلهم إلى المزرعة المجاورة وهي قسم من قرية العرامشة.

في الموقع، بالإضافة إلى بقايا البيوت العربية ومقبرة القرية وبساتينها، آثار من عصور قديمة، من العصر البرونزي والحديدي والروماني والبيزنطي.

وعلى مقربة من الخربة توجد مغارة كارستية بدون سقف (سقط القسم الأكبر من سقفها) تسمى مغارة الفختة أو الطاقة، (מערת הקשת) تدعى بهذا الإسم لبقاء قسم من سقفها على شكل قوس.

كيبوتس ادميت أقيم بالمقربة من المكان على أراضي ادمث سنة 1958.

وعن الوصول إلى القرية، وما نشاهده هناك يكتب المرشد والباحث المعروف، الأستاذ فوزي ناصر في كتابه "جلال الجليل" الصادر عام 2020: "في البداية نلاحظ سياج المقبرة على يميننا وقربه موقف للسيارات، نترجل مع الإشارة الخضراء، وبعد لحظات نرى بيوتا مهجورة، هي بيوت قرية إدمث التي سكنها عرب العرامشة حتى ستينات القرن الماضي، حيث قررت الحكومة تجميع البدو في مجمعات معدودة، ومنهم عرب العرامشة، وهنا كانت أربعة تجمعات هي إدمث والنواقير وجردية والمزرعة (حيث قرية العرامشة اليوم)، وفي الموقف الثاني حيث طاولات مظللة وحمامات وحنفيات للشرب، يوجد مسار جميل نحو الجنوب إلى حافة الجبل، حيث توجد مغارة عظيمة وهي التي يسميها اليهود (معرات كيشت) أي القنطرة، نسبة للقنطرة الحجرية الباقية من سقفها المهدوم، وتشكل مدخلها من جهة وادي كركرة، أما العرب فأطلقوا عليها عدة أسماء، منها (مغارة الفختة) و(شقيف الطاقة). المنظر رهيب حقا، ومن هنا أيضا مطلّ على الجليل الغربي بأصابعه الجبلية، وعلى ساحل الزيب وجبال الكرمل وخليج حيفا."

تصوير: الأستاذ سهيل مخول