يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيالٍ - متى ١٢: ٣٨-٤٢

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٣٨وكَلَّمَهُ بَعضُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ فقالوا: «يا مُعلِّم، نُريدُ أَن نَرى مِنكَ آيَة». ٣٩فأَجابهم: «جِيلٌ فاسِدٌ فاسِقٌ يُطالِبُ بِآية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ النَّبِيِّ يونان. ٤٠فكما بَقِيَ يُونانُ في بَطنِ الحُوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاثَ لَيال، فكذٰلكَ يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيالٍ. ٤١رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونةِ معَ هٰذا الجيلِ ويَحكُمونَ عليه، لِأَنَّهم تابوا بإِنذار يُونان، وهٰهُنا أَعظَمُ مِن يُونان. ٤٢مَلِكَةُ التَّيمَنِ تقومُ يَومَ الدَّينونةِ مع هٰذا الجيلِ وتَحكُم علَيه، لِأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي الأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمةَ سُلَيمان، وهٰهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان.

يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيالٍ - متى ١٢: ٣٨-٤٢

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٨٣ – (في ١٨ آذار عادوا إلى الحرب من جديد) (وحالة الضفة على ما هي: اعتداءات على الناس، ودمار وأسرى وبدء إزالة لمخيمات اللاجئين).

"لَيسَ هُناكَ مَشرِقٌ ولا مَغرِب، ولا سُهولٌ ولا جِبال، بلِ اللهُ هو الدَّيَّان، يَضَعُ هٰذا ويَرفَعُ ذاكَ" (مزمور ٧٥: ٧-٨). ارحمنا، يا رب. نعم، يا رب، لا يأتينا الخلاص من غيرك، لا من الشرق ولا من الغرب، ولا من الشمال ولا من الجنوب. أنت المخلص الوحيد. في يدك روح كل حيّ، في يدك كل قوِيٍّ على هذه الأرض، وكلُّ ظالمٍ مستبدّ، أعماه السلطان وأعمته الدماء. أنت القوي الذي تُنزلُهم عن الكراسي، يا رب، وتعطي الراحة لغزة ولكل الأرض. "اللهُ هو الدَّيَّان، يَضَعُ هٰذا ويَرفَعُ ذاكَ". أنت الديان، ستحُطُّ كبرياءهم، وترفع المظلومين. جميعًا. لن يبقى ظالم لا يرى عقابه. سيرى الظالمون ما هو عدل وصلاح، فيرَوْن شرهم، ويغيبون. ارحمنا، يا ر ب.

إنجيل اليوم

"وكَلَّمَهُ بَعضُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ فقالوا: «يا مُعلِّم، نُريدُ أَن نَرى مِنكَ آيَة». فأَجابهم: «جِيلٌ فاسِدٌ فاسِقٌ يُطالِبُ بِآية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ النَّبِيِّ يونان" (٣٨-٣٩).

كتبة وفريسيون، معلِّمون، ممتلئون بعِلمِهم وبأنفسهم، صاروا غير قادرين على رؤية شيء غير أنفسهم. غير قادرين على رؤية المرضى الكثيرين في الشعب، المحتاجين إلى الرحمة. رأوا معجزات يسوع، كل الآيات التي صنعها، لكنهم لم يروا. عميان، فقدوا البصر. ويطلبون آية! ولن يقدروا أن يروها، لأنهم هم أنفسهم يحتاجون إلى شفاء، حتى يستعيدوا قدرتهم على البصر.

أجابهم يسوع، وقال لهم أمرين: أولا، سأعطيكم آية. مثل آية يونان- سيموت يسوع ويقوم في اليوم الثالث. طبعًا لم يفهموا حين كلَّمهم يسوع. وغدًا، عندما تتِمّ الآية، لن يروها أيضًا. عندما يقوم يسوع من بين الأموات، وتصير الآية واقعًا، سيقولون للحرس عند القبر "قولوا: كلا، لم يقم..." قولوا إن تلاميذه سرقوا جثمانه... لما مات يسوع، الأرض تزلزلت وحجاب الهيكل انشقَّ نصفين، أما في أنفسهم فلم يحدث أي تغيير، العماء نفسه، والرفض نفسه. رأوا الآية ولم يروا. عميان فاقدو البصر بعيدون عن الله.

وثانيا، قسا يسوع عليهم. قال لهم: في يوم الدين، الوثنيون والغرباء يكونون أفضل حالًا منكم. سيَخلُصون هم، وأنتم لا تَخلُصون:

"رجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونةِ معَ هٰذا الجيلِ ويَحكُمونَ عليه، لِأَنَّهم تابوا بإِنذار يُونان، وهٰهُنا أَعظَمُ مِن يُونان. مَلِكَةُ التَّيمَنِ تقومُ يَومَ الدَّينونةِ مع هٰذا الجيلِ وتَحكُم علَيه، لِأَنَّها جاءَت مِن أَقاصي الأَرضِ لِتَسمَعَ حِكمةَ سُلَيمان، وهٰهُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان" (٤١-٤٢).

الله أبٌ، صالح، رحيم، يحِيُّنا. لكن عندما ندَّعي أننا نعلم أكثر من علمه، نحن أنفسنا نضع أنفسنا تحت اللعنة، ونحكم على أنفسنا بالعمى، والابتعاد الدائم عن الله، ستكون النفس ممزقة في صريف الأسنان، بعيدة عن الله إلى الأبد. الذي يرفض أن يرى وأن يسمع الله على الأرض تكون أبديته بحسب ما أعدَّها لنفسه.

لنحافِظْ على قدرتنا على الرؤية. لنسِرْ متواضعين، فنقبل أن نرى كل آية يصنعها الله، كل عجائبه في خلقه، كل عطاياه لنا، عطية الحياة التي يعطينا إياها كل يوم. إذا رأينا فلنَرَ وإذا سمعنا فلنَسمَعْ، كل آيات الله، كل ما علَّمنا إياه يسوع المسيح. لتكن حياتنا في نور المحبة. ولنجاهد ونقاوم شر "الكبار"، وحربهم، وسَحْقَهم للصغار، وتجديفهم على الله، خالقهم وخالق الصغار والمظلومين وأبيهم.

ليكن فينا رضًى لنحيا صغارًا متواضعين أمام الله، طالبين أن نحافظ على مقدرتنا على رؤيته وسماعه، ومحبته ومحبة كل إخوتنا.

ربي يسوع المسيح، صنعْتَ آيات كثيرة. والآية الكبرى موتك وقيامتك من الموت. ورفضوا أن يروا. الرافضون، بطريقة أو بأخرى، حتى اليوم، كثيرون. ربي يسوع المسيح، نحن صغار، ومعركتنا مع أصحاب الشر كبيرة. أعطنا القوة لنقاوم ونجاهد، وأن نبقى دائما في نور حبك. آمين.

الاثنين ٢١/٧/٢٠٢٥                                     الأحد ١٦ من السنة/ج