هواجس المغترب الشفاعمري سهيل خوري: سأعيش في ألمانيا حتى نهاية العمر، لا يوجد لدي أي شعور تجاه هذا المكان

القيامة – نشر ملحق "هآرتس" الأسبوعي، يوم الجمعة الأخير 7/1/2022 لقاء مثيرا مع المغترب الشفاعمري، سهيل خوري، الذي يقيم في ألمانيا منذ 39 عاما، في الزاوية الأسبوعية من لقاء المسافرين في المطار. ما يثير في هذا اللقاء الهواجس التي أدلى بها سهيل حول الهجرة، والتي تفسر اقدام شبابنا على مغادرة البلاد دون أسف،

هواجس المغترب الشفاعمري سهيل خوري: سأعيش في ألمانيا حتى نهاية العمر، لا يوجد لدي أي شعور تجاه هذا المكان

وخاصة الشباب المسيحي مما يساهم في افراغ الأرض المقدسة من أهلها المسيحيين، وهو بذلك يعود ويرسم التحديات أمام المسؤولين في الهيئات الكنسية والمدنية، ونظرا لأهمية تلك التصريحات، يقوم موقع "القيامة" بنقل أهم ما جاء في ذلك اللقاء.   

يقول سهيل خوري أنه في شبابه حتى سن 23 عمل في وكالة السيارات الأمانية "مارسيدس" في حيفا، وهناك "اقترحوا علي بعد انهاء تعليمي للقب الأول إدارة أعمال في جامعة حيفا، مواصلة تعليمي العالي في ألمانيا استشارة تنظيمية، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في ألمانيا، ولدي شركة في الاستشارة التنظيمية".

بالنسبة لعائلته يقول سهيل بأن أولاده ناجحون في أعمالهم وخياراتهم، البكر يدرس للدكتوراة وهو محاضر ناجح في الاقتصاد. الثاني يعيش في البرتغال ولديه مدرسة لركوب البحر.  

يعود سهيل في أكثر من موقع خلال اللقاء ويقول: "لن أعود الى البلاد، ولماذا أعود؟ حياتي هناك، أولادي هناك، أصدقائي، الكل. هنا لم يعد أحد يعرفني، سوى اخوتي في شفاعمرو".

حضر سهيل في عطلة الأعياد الميلادية، ليمضي الأعياد مع عائلته في شفاعمرو، وبالأساس ليزور والدته المريضة ويقول بكل أسى " أمي مريضة جدا، جئت لأقول لها سلام، وربما يكون هذا لآخر مرة".

قضى عشرة أيام منها تسعة في الحجر، وخلالها كان يرى أمه دون الاقتراب منها، وقد سبق وزار العائلة والبلاد خلال مدة اقامته في ألمانيا 8 مرات أي بمعدل مرة كل خمس سنوات.

"من الصعب ان تكون عربيا في إسرائيل". يقول سهيل ما نعرفه جميعا، ويضيف "دائما منحك اليهود الشعور بأنه جيد ألا تعود إلى هنا". وهو يوجه نقدا قاسيا للقائمين على السياسة في أوساط الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يواصلون الصراع العبثي برأيه، ويواصل "اني لا أومن بالسلام للأسف. الطرفان يسيران في طريق معكوسة، أمر معيب حقا. يتصارعون طوال النهار من بدايته حتى نهايته، ينامون ويصحون على الصراع والخلاف. انهم مجانين، من أجل ماذا؟ من أجل حجارة! أمر مقزز. لماذا أعود الى هنا؟ من أجل من؟ من أجل ماذا؟ لأقول أن هذا لي منذ 2000 سنة؟ أي سخافة هذه؟ أولاد يقذفون الحجارة ويموتون، من أجل ماذا؟ انه خزي وعار. لم يعد لدي أي شعور تجاه ما يحدث، فليقولوا ما شاءوا، لم يعد الأمر يثيرني. أشعر بأن الحياة موجودة هناك في ألمانيا. هناك أشعر اني انسان، أولادي يحققون طموحاتهم ويعيشون كأبناء ألمانيا دون فرق أو تمييز. وهناك أشعر بالاحترام. أعمل بحرية، أنافس الألمان، اذا ربحت ربحت واذا خسرت أراجع نفسي وأحاول البداية من جديد. عندما أدخل لإلقاء محاضرات لا يسألوني من أين انت أو لأي ديانة تتبع"؟

وعن الفارق بين الأبناء هنا وهناك، يوضح سهيل: "هنا يعيشون في صراعات قومية ودينية، ويخشون اتخاذ قرارات مصيرية بحرية خشية من الآخر، أشعر أنهم يعيشون في خالة خوف. بينما أولاي في ألمانيا لا أحد يتدخل في قراراتهم وحياتهم، إنهم يعيشون مثل الألمان تماما. هنا لا يملك الشباب أحلاما وطموحات ويكتفون بما هو موجود."

الإيجابية الوحيدة التي يراها سهيل في التغييرات التي حصلت على المجتمع العربي في اسرائيل بشكل خاص، هو التطور والانفتاح في العلاقات بين الفتاة والشاب قبل الزواج، الأمر الذي لم يتوفر قبل ثلاثين عاما.

وفي اللقاء تحدث سهيل مطولا عن "والده الروحاني" في عمله عندما كان في حيفا، كيف ساعده ودعمه وشجعه على السفر، وكان يزوره في ألمانيا ويقدم له كل عون ودعم.