سيرة تاريخية للرئيس جمال عبد الناصر

مساء الإثنين 28 سبتمبر 1970، نهر الدموع امتد من الماء للماء على خريطة أمة العرب، فى كل قرية عربية مأتم، قال المصريون البسطاء: عمود الخيمة سقط، قرأ المصريون فى طوفان الدموع ما سوف يحدث غدا وبعد غد بهتاف: عبد الناصر يا عود الفل من بعدك حنشوف الذل.. الأناشيد الحزينة أخذت تدوى فى سماء القاهرة التى كانت يومها عاصمة العرب وعاصمة حركات التحرير الوطنى

سيرة تاريخية للرئيس جمال عبد الناصر

ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير/ كانون ثاني 1918 في حي باكوس الشعبي في الإسكندرية .

قاد جمال عبد الناصر في 13 نوفمبر مظاهرة من تلاميذ المدارس الثانوية، واجهتها قوة من البوليس الإنجليزي فأصيب جمال بجرح في جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس.

رفضت الكلية الحربية قبول جمال، فتقدم في أكتوبر 1936 إلى كلية الحقوق في جامعة القاهرة ومكث فيها ستة أشهر.

في مارس 1937 تقدم مجددا للكلية الحربية وتم قبوله.

تخرج جمال عبد الناصر من الكلية الحربية بعد مرور 17 شهراً، أي في يوليو/ تموز 1938.

رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة اليوزباشى (نقيب) في 9 سبتمبر/أيلول 1942. وفى 7 فبراير/شباط 1943 عين مدرساً بالكلية الحربية.

وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد الناصر من تحية محمد كاظم، في 29 يونيو/ حزيران وأنجبا هدى ومنى وخالد وعبد الحميد وعبد الحكيم.

شهد عام 1945 انتهاء الحرب العالمية الثانية وبداية حركة "الضباط الأحرار"، وعقب صدور قرار تقسيم فلسطين في سبتمبر 1947 عقد الضباط الأحرار اجتماعاً واعتبروا أن اللحظة جاءت للدفاع عن حقوق العرب.

سافر جمال إلى فلسطين في 16 مايو/أيار 1948، بعد أن كان قد رقى إلى رتبة صاغ، للمشاركة في حرب فلسطين.

جرح جمال عبد الناصر مرتين أثناء حرب فلسطين ونقل إلى المستشفى. ونظراً للدور المتميز الذي قام به خلال المعركة، فإنه منح نيشان "النجمة العسكرية" في عام 1949.

وبعد عودته من فلسطين عين جمال عبد الناصر مدرساً في كلية أركان حرب التي كان قد نجح في امتحانها بتفوق في مايو 1948. وبدأ من جديد نشاط الضباط الأحرار وتألفت لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر.

فى 8 مايو 1958 رقى جمال عبد الناصر إلى رتبة البكباشى (مقدم).

تحرك الجيش ليلة 23 يوليو 1952 وتم احتلال مبنى قيادة الجيش بكوبري القبة، وإلقاء القبض على قادة الجيش الذين كانوا مجتمعين لبحث مواجهة حركة الضباط الأحرار بعد أن تسرب خبر عنها .

وبعد نجاح حركة الجيش قدم محمد نجيب على أنه قائد الثورة، إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد مجلس قيادة الثورة الذي كان يرأسه جمال عبد الناصر حتى 25 أغسطس 1952 عندما صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بضم محمد نجيب إلى عضوية المجلس وأسندت إليه رئاسته بعد أن تنازل له عنها جمال عبد الناصر.

وفى 18 يونيو 1953 صدر قرار من مجلس قيادة الثورة بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وبإسناد رئاسة الجمهورية إلى محمد نجيب إلى جانب رئاسته للوزارة، أما جمال عبد الناصر فقد تولى أول منصباً عاماً كنائب رئيس الوزراء ووزير للداخلية في هذه الوزارة التي تشكلت بعد إعلان الجمهورية.

وفى 17 أبريل 1954 تولى جمال عبد الناصر رئاسة مجلس الوزراء.

جرت محاولة لاغتيال جمال عبد الناصر على يد الإخوان المسلمين، عندما أطلق عليه الرصاص أحد أعضاء الجماعة، وهو يخطب في ميدان المنشية بالإسكندرية في 26 أكتوبر 1954.

في أبريل 1956 ترأس جمال عبد الناصر مع زملائه اليوغسلافي، تيتو والهندي، جواهر لآل نهرو مؤتمر باندونغ في أندونيسيا، الذي نتج عنه منظومة دول الحياد الإيجابي أو عدم الانحياز.

وفى 24 يونيو 1956 انتخب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية، بالاستفتاء الشعبي وفقاً لأول دستور للثورة.

في 26 يوليو/تموز 1956، أعلن ناصر تأميم شركة قناة السويس، في خطابه في الإسكندرية.

في 21 فبراير 1958 تم الاستفتاء على الوحدة بين مصر وسوريا وعلى رئيس الجمهورية.

فى 22 فبراير 1958 أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة، بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا.

في 12 فبراير 1961 جرى الاحتفال رسميا بعيد الوحدة في سوريا، بحضور الرئيس عبد الناصر.

يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية، بعد انتهاء مؤتمر القمة العربية في القاهرة، الذي نجح فيه ناصر بإيقاف مجزرة أيلول الأسود في الأردن بحق الفلسطينيين. ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء. توفي ناصر بعد عدة ساعات، حوالي الساعة السادسة مساء.

أقيمت جنازة للزعيم عبد الناصر في القاهرة في 1 تشرين الأول 1970، اعتبرت أكبر جنازة في التاريخ، كما أقيمت مسيرات وجنازات رمزية في جميع العواصم والبلدات وأماكن السكن على امتداد الوطن العربي، وفي عدة عواصم في العالم.