تذكار جميع الموتى المؤمنين - يوحنا ٦: ٣٧- ٤٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين الأسبق في القدس

٣٧ جَميعُ الَّذينَ يُعطيني الآبُ إِيَّاهُم يُقبِلونَ إِلَيَّ، ومَن أَقبَلَ إِليَّ لا أُلقيهِ في الخارِج ٣٨فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي، بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني. ٣٩ومَشيئَةُ الَّذي أَرسَلَني أَلَّا أُهلِكَ أَحَدًا مِن جَميعِ ما أَعْطانيه بل أُقيمُه في اليَومِ الأَخير. ٤٠فمَشيئَةُ أَبي هِيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه كانَت له الحَياةُ الأَبَدِيَّة وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير.

تذكار جميع الموتى المؤمنين - يوحنا ٦: ٣٧- ٤٠

الحرب. السنة الثانية – يوم ٢٧

"إِلامَ يا رَبُّ، أَلِلأَبَدِ تَنْساني؟ إلامَ تَحجُبُ وَجهَكَ عَنِّي؟ إِلامَ أُودِعُ نَفْسِيَ الهُموم، ولَيلَ نهارَ قَلبِيَ الغُموم؟ إِلامَ علَيَّ يَتَغَلَّبُ عَدُوِّي؟" (مزمور ١٣: ٢-٣).

ارحمنا، يا رب. إلى متى، يا رب، يجب أن نموت؟ بدأ بعض أقوياء الأرض يتكلمون على ضرورة وقف الحرب، لأسباب ومصالح لهم، لا محبة بالإنسان، ولا لوقف سفك الدماء، وبعضهم مستمرون مستقرون في الحرب ... اللهم ضعهم جميعًا على طريق السلام، وبدِّل قلوبهم جميعًا وضعهم على طرق المحبة. كثُرَ الدمار وكثُرَ الموت، يا رب. " إِلامَ نُودِعُ أنَفُسَنا الهُموم، ولَيلَ نهارَ قَلبَنا الغُموم؟". يا رب، انتهر العاصفة فتهدأ. قل كلمة واحدة فنجد السلام. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

اليوم تذكار جميع الموتى المؤمنين. يوم صلاة لكل موتانا، ولكل الذين ما زالوا منهم بحاجة إلى صلواتنا. وهو يوم ابتهال أيضًا لكل الذين صاروا في نور الآب حتى يشفعوا بنا وبالأرض كلها.

وهو يوم تأمل في معنى حياتنا، وأنها عابرة. لكنها ليست فقط عابرة، وليست هي على الأرض فقط. عابرة وستنتقل إلى الأبدية. وعلى الأرض، ونحن مرتبطون بالسماء، بالله أبينا، وبالرسالة التي حمَّلنا إياها. حياتنا لنا، لتنمية نفوسنا، لكنها أيضًا رسالة لكل إخوتنا. نحن لأنفسنا ولغيرنا. هذا معنى حياتنا: فيها أرض وسماء، وفيها الله أبونا، وفيها نحن وإخوتنا.

يوم للموتى الراقدين في الرب، نصلي من أجل الموتى المؤمنين، ونطلب شفاعة جميع القديسين. ونتأمل في رسالتنا، وفي معنى حياتنا في نور الأبدية.

في الإنجيل، يسوع يتمم مشيئة الآب.

"جَميعُ الَّذينَ يُعطيني الآبُ إِيَّاهُم يُقبِلونَ إِلَيَّ، ومَن أَقبَلَ إِليَّ لا أُلقيهِ في الخارِج، فقَد نَزَلتُ مِنَ السَّماء لا لِأَعمَلَ بِمَشيئتي، بل بِمَشيئَةِ الَّذي أَرسَلَني. ومَشيئَةُ الَّذي أَرسَلَني أَلَّا أُهلِكَ أَحَدًا مِن جَميعِ ما أَعْطانيه بل أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (٣٧-٣٩).

الله الآب يريد خلاص كل واحد منَّا. حياة يسوع على الأرض بقيَتْ متحدة مع الآب. جاء حتى لا يهلك أحد منا. لا أحد، لا أنا ولا أنت ... الله الآب يُحِبُّنا. أرسل ابنه يسوع المسيح ليجدِّدَ الحياة فينا ولينقِّيَنا من كل شر.

من جهتنا، نبذل جهدًا مستمرًّا في تنقية أنفسنا، وتنقية البشرية. نسعى لنستجيب لنعمة الله فينا، ونعمل مع أبينا الذي في السماء.

"مَشيئَةُ أَبي هِيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه كانَت له الحَياةُ الأَبَدِيَّة وأَنا أُقيمُهُ في اليَومِ الأَخير" (٤٠).

يسوع ابن الله أعطانا أن نراه، على أرضنا، وأن نؤمن به. وهذه هي الحياة: أن نؤمن بيسوع المسيح، أن نصغي إليه، أن نحمل الرسالة التي كلفنا بها، أن نخلِّص البشرية معه، وأن نحيا الحياة الأبدية.

ربي يسوع المسيح، علِّمني أن أتمم مشيئة الآب، أعطني أن أحيا حياتي هنا على الأرض كاملة، أعطني أن أحيا ناظرًا إليك، ممتلئًا بمحبتك، وناظرًا إلى إخوتي لنسير معًا إليك في المحبة وفي النور. آمين.

السبت ٢/١١/ ٢٠٢٤           بعد الأحد ٣٠ من السنة/ب