نحن خليقة والله خالقنا - لوقا ١٧: ٧- ١٠

الكاتب : البطريرك ميشيل صباح – بطريرك القدس للاتين سابقا

٧ مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! ٨أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ ٩أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ ١٠وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه.

نحن خليقة والله خالقنا - لوقا ١٧: ٧- ١٠

الحرب. السنة الثانية – يوم ٣٦

"قُمْ أَيُّها الرَّبُّ الإِلٰهُ وارفَعْ يَدَكَ، ولا تَنْسَ الوُضَعاء. لِمَ استهانَ الشِّرِّيرُ بِالله، وقالَ في قَلبِه: «إِنَّكَ لا تُطالِب؟" (مزمور ٩ب: ١٢-١٣).

ارحمنا، يا رب. " لا تَنْسَ الوُضَعاء." لا تنسَ الضعفاء. لا تنسَ المظلومين. لا تنسَ غزة وجنوب لبنان، وكل المدُن والقرى في أرضك المقدسة. نحن ننسى، يا رب، ننساك أنت أبانا، لكن أنتَ لا تقدر أن تنسانا. عذاباتنا تعيدنا إليك، إلى الجلجلة، أمام صليبك، نطلب المغفرة والفداء. اللهم، امنح المغفرة والفداء لكل أرضك المقدسة، وللقدس، حيث أردت أن تقدِّمَ حياتك لتصالح البشرية معك. ارحمنا، يا رب.

إنجيل اليوم

"مَن مِنْكُم له خادِمٌ يحرُثُ أَو يَرعى، إِذا رجَعَ مِنَ الحَقْل، يَقولُ له: تَعالَ فَاجلِسْ لِلطَّعام! ٨أَلا يَقولُ لَه: أَعدِدْ لِيَ العَشاء، واشْدُدْ وَسَطَكَ واخدُمْني حتَّى آكُلَ وأَشرَب، ثُمَّ تَأكُلُ أَنتَ بَعدَ ذٰلِكَ وتَشرَب؟ ٩أَتُراه يَشكُرُ لِلخادِم أَنَّه فَعَلَ ما أُمِرَ به؟ ١٠وهٰكذا أَنتُم، إِذا فَعَلتُم جميعَ ما أُمِرتُم بِه فقولوا: نَحنُ خَدَمٌ لا خَيرَ فيهِم، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه" (٧-١٠).

" نَحنُ خَدَمٌ فقط". نحن خليقة والله خالقنا. نعود دائمًا في تأملاتنا إلى علاقتنا مع الله. نحن اللاشيء والله هو كل شيء. الله هو الكائن. نحن لم نكُنْ، ثم أوجدنا الله وأعطانا كل شيء. به نوجد وبه نعمل ونحيا. نسجد ونحافظ على الوصايا، على وصية المحبة، نحب الله والقريب ونقول: "نحن خَدَمٌ فَقَط، وما كانَ يَجِبُ علَينا أَن نَفعَلَه فَعَلْناه".

الله لا يفرض علينا المذلة. بالعكس، خلقنا على صورته، صنعنا كبارًا، قادرين على أن نحبّ مثلَه. نحن خدَّام في بيته، في كل خلقه. بيتنا هو بيته.

لنكُنْ دائمًا في حالة يقظة، ساهرين، واعين، حاضرين دائمًا أمامه في كل ساعة، مستعدين دائمًا لأن نعرفه إذا مرَّ بنا، في كل ساعة، في كل حادث، في كل أخٍ لنا، معذّب أو محتاج إلينا.

دائمًا ساهرين، دائمًا ناظرين إليه، عارفين ما نحن أمامه عز وجل، خدَّام فقط، لكن أيضًأ نحن أبناؤه الأعزاء.

لتكُنْ حياتنا مسيرة إلى الله، في نوره وفي حبه. هكذا نبني الأرض. هكذا نحيا الآن في زمن الحرب. هكذا نحمل العذاب والموت مع إخوتنا الذين يموتون.

ربي يسوع المسيح، جئت لتخدمنا. وقلت لنا إن الكبير هو الذي يخدم. وصاحب السلطة هو الذي يخدم. والذي تُغدِقُ عليه نعمك هو الخادم الذي يعطي عطاياك إلى إخوته. أعطني أن أكون حاضرًا أمامك، لأستقبل عطاياك ولأتقاسمها مع إخوتي. آمين.

الثلاثاء ١٢/١١/ ٢٠٢٤               بعد الأحد ٣٢ من السنة/ب