برقين وأقدم كنائس العالم

كنيسة القديس جوارجيوس الأرثوذكسية هي إحدى أقدم كنائس العالم. تقع هذه الكنيسة في قرية برقين، شمال الضفة الغربية بالقرب من جنين، التي تحيي ذكرى شفاء عشرة رجال أصيبوا بالبرص، على يد السيد المسيح، له المجد.

برقين وأقدم كنائس العالم

أثناء الولوج في شوارع القرية الضيقة، تلتقي غالبا بسكان القرية الذين اعتادوا على إرشاد الضيوف الباحثين عن الكنيسة، فخورين ومعتزين بها.

أثناء الحفريات عام 2007، وجد علماء الآثار بئرا من الفترة الرومانية كان يستخدم ملجأ للمسيحيين أثناء اضطهادات القرون المبكرة، له فتحتان وثلاث غرف، واحدة لتناول الطعام، والثانية للنوم والثالثة لاضاءة مصابيح الزيت.

وفقا للتقاليد فان البرص العشرة عاشوا في هذا البئر معزولين، لكي لا ينقلوا العدوى للسكان. وفي الفترة البيزنطية، فتحت القديسة هيلانة البئر من جانبه لكي تحوله إلى كنيسة. وفي وسط الكنيسة الصغيرة يوجد حوض العماد، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن أو التاسع، وما زال يستخدم حتى أيامنا هذه. وقد رممت البطريركية الأرثوذكسية في القدس بالتعاون مع السلطة الفلسطينية الموقع بين العامين 2007-2011. وأثناء الترميم عثروا على رفات ثلاثة كهنة وطفل يرجع تاريخها الى قبل خمسة قرون خلت.  وكانت الرفات مدفونة في حديقة الكنيسة. وضمن الأشياء التي استخرجت معلقة للمناولة، وصفحات من الانجيل، وزجاجتان مليئتان بالزيت المقدس، وصليب خشبي، كلها معروضة في الكنيسة الصغيرة.

بعد الفترة البيزنطية كبرت الكنيسة حجما وتوسعت الى خارج البئر. ودمرت خلال الغزو الفارسي عام 614 وأعيد بناؤها مجددا على شكلها الحالي في القرن الثامن عشر. والهيكل مبني من الحجر، وهو أمر نادر جدا. أول مدرسة في القرية كانت الكنيسة.

كرسي البطريرك في سائر الكنائس الأرثوذكسية مصنوع من خشب، بينما في هذه الكنيسة صنع من الحجر وهو من القطع النادرة في العالم ويرجع تاريخه الى القرن الرابع.

المصدر: مجلة "السلام والخير".